مهنة الفراق ,, كتب عليهم وعلى أهلهم أن يكون لقائهم بمذاق الفراق ,, فاللقاء ايام , والبقاء على الجبهة .شهور .
الجبهة , نعم , جبهة القتال . سيناء التى تحولت وكرا للإرهابين , لتأتى شرذمة "صفيقة " تردد أن الأرض كلها لله , وأن توطين حماس أوعيرها فى أرض سيناء .. حلال , حلال .
ربما يرفض هذه الفكرة بعض ابناء هذا الجيل , لأنهم يرون أن الأوطان غالية , وربما لا يتوقف البعض الآخر أمام هذا الكلام , باعتباره "فزاعة" فى حين ,يرى آخرون هم فى الوقع هم "من حق عليهم القول " ان الأرض كلها أرض الله ومن حق أى انسان أن يعيش عليها . , وهذ÷الشرذمة لابد من بترها من جسد الوطن
أكثر من جيل لم يعرفوا شيئا , عن الحروب التى خاضتها مصر , سوى خطب رؤساء أرشيفية , أو أفلام هزلية عن نصر73 , ومجموعة من الأغانى االتى يطربون لها ثم ينصرف كل الى شأنه
, فى الحقيقة أنا لا ألوم أحدا , ولكن دعونا نترجم مهزلة الافلام , .
وطرب الأغانى الى أيام وليالى عاشها جيل, ذاق أن يودع أحدهم وهو يعلم أنه قد يكون ذلك الوداع الأخير .
صفارة الانذار , كانت جزءا من حياته ,واعتادت عيناه على الزجاج المطلى باللون الأزرق , والحواجز المبنية بالطوب أمام كل عمارة سكنية ..لأن "عدونا غدًار" لم يخجل يوما من قصف المدنين ,وأطفال المدارس أثناء حرب الأاستنزاف , ولا من القاء الألغام أمام المدارس
,جيل رأى مصر تتشح بالسواد ,من 67 لما بعد73 , وخيرة نسائها , صرن ارامل وثكالى بسبب استشهاد خيرة رجالها فى حروب انكسار واسترداد
نحن جيل الذى وعى أن الأرض عرض , والذى خجل أبواه من الرد عن أسئلته عن معنى المهجرين من مدن القناة , للأن ذلك يعنى الاعتراف للاطفال بالهزيمة
كانت مفردات حياتنا بسيطة , لم يكن فيها هذا القدر من التكنولوجيا , الذى يلهى بنفس القدر, الذى يوسع المدارك به ,
كانت حالة الحرب, ووقف اطلاق النار التى عشناها , منعكسة على كل تفاصيل حياتنا , من مناهجنا الدراسية , حتى أحاديث السمر , وخطب الرؤساء التى كنا ننتظرها , ونعيش أيام . نحلل مضمونها تارة , وننتقدها تارة أخرى . هذا الجيل , سمع أغانى عبد الحليم حافظ الحماسية لحظة ولادتها , واستمع لصوت "شادية الحنون " وهى تنوح
كانت حالة الحرب, ووقف اطلاق النار التى عشناها , منعكسة على كل تفاصيل حياتنا , من مناهجنا الدراسية , حتى أحاديث السمر , وخطب الرؤساء التى كنا ننتظرها , ونعيش أيام . نحلل مضمونها تارة , وننتقدها تارة أخرى . هذا الجيل , سمع أغانى عبد الحليم حافظ الحماسية لحظة ولادتها , واستمع لصوت "شادية الحنون " وهى تنوح
قولوا لعين الشمس ما تحماشى , لاحسن حبيب القلب صابح ماشى .
تبرع بقروش المصروف لمعونة الشتاء , لمساعدة اخوانة المهجرين , الذين طردوا من بيوتهم بسلاح العدو الغاشم ليعيشون فى الخيام لحين تسكينهم .
لا انسى وأنا فى الصف الأول الابتدائى , عندما دخلت الفصل تلميذة جديدة , التحقت متأخرة بالصف الدراسى , فى صحبة شابة فى العشرينات من العمر , ترتدى السواد " الذى كان سمة هذه الأيام " وقالت؟ ان والد الطفلة استشهد ,, وهذا سبب التأخير ,.
لا أدرى لم كان الجميع منكس الرأس , الام التى تغالب الدموع , والطفلة التى فهمت معنى الفقد , والمدرسة التى كرس لها الموقف مشاعرالهزيمة. ولم يتكلم أحد باستثناء الأطفال الذين عرض كل منهم على الفتاة أن تجلس بجانبه , الا أنا ,, فلم أكن فقط اغالب البكاء , بل سرح خيالى .. كيف أن هذه الطفلة لن ترى اباها ثانية؟؟ وهل أبوها قتله اليهود ؟؟ إذن مات,, وقتل .
كان الموقف بالنسبة لى قضيتين منفصلتين . فالموت غير القتل ,, وعلى يد اليهود . وحبست انفاسى تقريبا الى أن وصلت البيت , وأخذت أفضى لأبى بما فى قلبى , ولم يستطع فى الواقع أن يواسينى , لأن حاله كان أشد تعاسة منى , لكنه احتضننى صامتا
وظل هذا المشهد عالقا فى وجدانى , والتحفت بالجامعة , وشاءت الأقدار ان يكون والد أقرب صديقة لى مفقودا فى حرب 76 .
وكانت ترحب بالسلام لانها تكره الحرب , وكان أقصى أمنياتها فى الحياة أن تعرف لأبيها قبر ا, وأن تعرف كيف مات , , كانت مستعدة ان تدفع ثمن " تقليب المواحع
لكنها لم تستطع قط ان تتعايش مع مشاعر " الجهل " , بمصيرة , لأننا دائما فى حاجة لأى دليل ملموس , حتى وان كانت قبور احبائنا
لكنها لم تستطع قط ان تتعايش مع مشاعر " الجهل " , بمصيرة , لأننا دائما فى حاجة لأى دليل ملموس , حتى وان كانت قبور احبائنا
ترى هل فهم أحد قضية جيلنا ؟؟ انها قضية وطن , ؟؟ إن معرفتنا بالوطن تختلف عن من جاءبعدنا , نحن من عايش الأحداث وذاق مرارتها
وانكوى بنار الهزيمة , وتحرق شوقا للنصر , و تشيت بالارض لأنه يعلم الثمن الذى دُفع فيها , لم يشاهد ذلك فى فيلم , تافه أوجيد .. لمدة ثلاث ساعات على الأكثر , ثم انصرف .
بالمناسبة .. كل هذة الأحداث كان أبطالها ضباط القوات المسلحة واسرهم ,, ونحن كنا مجرد شهود ,على الفاتورة الباهظة التى تكبدوها .. و كنا قد تصورنا أن ذلك العهد انقضى , ولكن .. ها هو المشهد يتكرر ثاتية ..وإن كان العدو هذه المرة اختلف .. للأسوا
تحية لارواح شهدائنا فى كل زمن , تحية للثرى الطيب الذى يضم أجسادهم , تحية لأبنائهم واحفادهم الذين دفعوا فواتير تحرير الوطن , ومازالوا
أما انأ , فلن أنسى حتى إن اردت ذلك ..
No comments :
Post a Comment