Thursday, 23 October 2014

لست أشكو .. حب بلا ذل

الشاعر : كامل الشناوى
لطالما نظر جيل يعتبر الآن من كبار السن  نظرة إجلال وتقدير للشاعر كامل الشناوى , رغم قلة انتاجه الشعرى  نوعا ما , لكنه كان صحفيا , واديبا , وساخرا , ورومانسيا فى نفس الوقت .. وفى وقت من الأوقات كانت قصائده رسول الغرام بين الشباب , أو وسيلة "لفتح الكلام " عن الحب واستعراض الثقافة فى نفس الوقت , فصائده  لم يكن ليقبل على قراتها أو حفظها العامة , ولكن المثقيفين فقط , لانه كان يكتب شعرا عموديا بالفصحى , وكانت أشعاره تنطوى على قدر عالى من الفلسفة , والرؤية العميقة والتى كانت تتراوح بين الخيانة , واليأس تارة ,  بين االام الحب  , والاعتزاز بالكبرياء ,تارة أخرى .
معظمنا تعرف على الشاعر كامل الشناوى من خلال القصائد المغناة ..مثل لا تكذبى , حبيبها , لست قلبى .
فبدأ فى البحث عن المزيد , وقد تعرفت علي قصائده فى مرحلة متقدمة من عمرى  نوعا ما , بعد ان التحقت بالإذاعة, , واثناء التدريب ,وقبل دخول الامتحان عرفت انه سيطلب منى ان أقرأ ,, بجانب النشرات , قرآن , وشعر للتعرف عىلى صلاحية صوتى , التوظيف الأمثل له , وبحثت كثير ا ووجدت ان انماطا لشعر التى أحبها , سستؤدى حتما لرسوبى واستبعادى , وربما توظيفى فى "البوفيه " لانى أحب الشعر الجاهلى والاموى , وهو صعب جدا وسأرتكب فيه أخطاء فادحة لا محالة ,,وبدات فى البحث عن اشعار معاصرة , ولأول وهلة فكرت فى اختيار نزار قبانى , لكنى تراجعت فورا .. لتحرر بعض اشعاره وخفت الا يروق احد اعضاء اللجنة وبيدأ فى التضيق على , وسؤالى عن  رأيئ  أو قرائة  قصائد أخرى قد لا أجرؤ  على قرأتها أمام اللجنة , وكنت بعدى , غريرة . وآثرت السلامة وأخترت كامل الشناوى . فقرأت ديوانه المليئ بجواهر الفكر والمعانى ,, قصائدة التى اودعها ارقى المعانى وارقها , اكثرها تفردا وفنية, كم كان ثريا فى استخدام المفردات وشاعريا ومتفردا .
بهرنى , واخد عقلى ,.. وخاصة هذه القصيدة " لست أشكو " التى كنت أتدرب على قرائتها لتكون أختيارى أمام اللجنة , وكلما تذكرت طريقة القائى , نبرة صوتى وقتها.. ترحمت على كامل الشناوى .. لانه لم يكن ليتمس لى عذرا لو سمعنى , وربما أوصى يقتلى , ليس فقط باستبعادى
اما الابيات التى اطاشت عقلى فكانت
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !

يالهى , كيف ترجم هذا الشعور دونا" عن كل الشعراء , . التفكير فى الحبيب  فى بعض الأحيان ..عن البعد يكون مطابقا للأحلام , تلاقى للأرواح , وتأتى المفاجأة  غير السعيدة فى القرب لتتكشف الحقائق , ولايجد فى لقائه الا الالجفاء والجراح و خيبة الأمل ,واضح ان الشاعر ابتلى فى حياته بما جعل تجربتة الشعرية على هذا النحو ,,وعلى نمط قصيدة : لا تكذبى ..  ولكن الشاعر جبل على الإباء , تجد صريحا  دائما مع نفسه معترفا بحرحه وحزنه ولكنه فى نفس الوقت , رافض للذل والاستكانة   وهو اوضح ما يكون فى هذه القصيدة 
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !
\, الشكوى لغير الله مذلة ..يا شاعرنا العظيم , ليت كل البشر يتعلمون أن الحب بلا كبرياء إهانة للحب ذاته وأن من يرون أنه لا  .كرامة فى الحب , سيأتى يوم عليهم , لا يجدون حبا , لا كرامة
اليكم قصيدة   "لست أشكو " كاملة
لست أشكو منك
. . فالشكوى عذاب الأبرياء ! !
وهى قيد ترسف العزة فيه والإباء ! !
انا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !
لست أشكو فاستمع لى وأجبنى
. . ربما أسمع مايدنيك منى
ربما أسمع مايقصيك عنى ! !
كل ما عندى سؤال يتردد
وظنون – ياحبيى – تتجدد
***
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !
***
أنت عينى وأنا عينك قل لى :
ما الذى أغمض عينى ؟
. . ماالذى أغمض عينك ؟
فغدا القرب ستارا ً
. . ياحبيبى بل جدارا ً
. . حائلا ً بينى وبينك ؟ !
ياحبيبى ، كان حبى
لك حرا ً زجريئا ً
. . يتحدى الويل أن يأتى
. . فيخشى أن يجيئا
مسرع الخطوة كالظلم
. . وكالعدل بطيئا ! !
. . نابضا ً فى القلب كالذنب
. . وإن كان بريئا ! !
جراتى راحت ولا أعرف أين ؟
بسمتى ضاعت ودمعى بين بين !
. . الهوى خجلان دامى الوجنين !
وحنينى لك كتوف اليدين !
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !
 
  

No comments :

Post a Comment