Friday, 17 October 2014

المسبحة ..أيقونة الحب والتضحية


إن الساعات التي قضيتها معكِ يا قلبي الحبيب..تتمثل لي كعقد من اللالئ.. أعدها، واحدة فواحدة..إنها مسبحتي..كل ساعة لؤلؤة.. وكل لؤلؤة أدعية..إني لأناجي كل حبة، حتى آخر الحبات..لأجد في نهايتها.. محراب حبنا!إني أقبل كل حبة وأسعى جاهدة لأتعلم..كيف أقبل محراب حبنا !.
أغنية غنتها النبيلة جين شامبيون في حفلة جمعت بين مجموعة من الصديقات، فكانت البداية لقصة حب فريدة بين جين شامبيون , جارث دالمين الرسام  شديدالوسامة واسع الثراء ..أحبها فجأة فلم تثق فى حبه .
إنها جين العجوز ,كما كانوا يسمونها لأنها رزينة و تسدى النصيحة لجميع أصدقائها بما فيهم جارث
صدمته رغم حبها له .وعندما تقدم للزواج منها .. وصفته بأنه صبى لا يليق بها . فهى تعلم حبه الشديد للجمال , فى حين انها عادية الجمال , و خافت ان تظلمة بالحياة معها .
جارث أحبها فى لحظة ,عندما سمع صوتها لأول مرة , واكتشف عذوبة روحها .
فقال لها وهو يمسك يديها بين يديه  :لقد أزحتِ القناع .. فإذا بي أنفذ إلى الأعماق !
فى الوقت الذى تتأمل فيه جمالها العادى قوامها الممتلئ فى المرآه ,لتوقظ نفسها من سكرات الحب   ,و تتظر ليديها الكبيرتين وتسخر منهما لتقرر فى النهاية أن توجه له الاهانة ليبتعد عنها .
ويرحل كل منهما , ويصاب جارث فى حادث يفقده البصر , وتبحث هى عن وسيلة لتقدم نفسها له كممرضة لتلازمه وتنجح فى ذلك .
قد بيدو ذلك دربا من الخيال ألا يعرف صوت حبيبته وصديقته , و لكن الكاتبة قدمته بشكل بارع
فإخلاصها فى استخدام ذكائها لتساعد حبيبها الرسام عى الحياة بدون رؤية .. كانت مدهشة
والطريقة التى أثبت لها بها أنه أحب روحا وعقلا .. عندما أكتشفت فى (مرسمة) لوحات صورها فيها كزوجة وام .. كانت رائعة .
لمسات حانية صاغتها الكاتبة فى أجداث الرواية مثلا : اعتمدت على الرسائل كوسيلة للتواصل بين جين وجارث ,وجعلت الممرضة التى هى جين تقرأ الرسائل فخلقت مفارقات مفعمة بالشاعرية .
و عندما سافرت جين فى إجازة من عملها كممرضة ..لتعيش منفردة معصوبة العنين ,لتجرب الظلام الذى يعيشه حبيبها  و لتبتكر طريقة تساعده بها
 ..وكما احبها ,بلا جمال , احبته  ,بلا بصر.. فالحب ينير القلوب.
فلورنس باركلى صاغت روايتها كتابة ورسما و عبيرا يفوح من الكلمات حتى يعجز القارئ أحيانا  عن تذوقة  لمرة واحدة ,, فيعيد القراءة مرات عديدة , وسكبت فى الحوار  فيضا من معانى الحب والإخلاص والتضحية يدخل القارئ أجواء من السكينة والنقاء.. يصعب عليه معه مفارقة الكتاب.

No comments :

Post a Comment