Monday, 20 October 2014
اللقاء الثالث ... لقد هرمنا
المسبحة , حقا رواية رائعة تعيش مع أبطلها كأنهم أشخاص حقيقين , وتندمج مع الأحدث أيضا كأنها حدثت بالفعل وبعد ان تنتهى من
قرائها تشعر كأنك تودع أصدقائك , وتسترجع أحداثها كأنها ذكريات عزيزة, انها أيقونة الحب والتضحية .هذه الرواية شهد لها العالم بالروعة ولكنها بالنسبة لى ليست كذلك فقط , ولكنها أيقونة الثورة ,, ليست ثورة الشعب المصرى ولكن ثورتى الخاصة .. فكل منا له ثورة أو أكثر فى حياته , إذا اعتبرنا الثورة رمزا" للتغير . فلابد لكل كان حى يدعى انسان ان تضم حياته , ثورة أكثر , وإلا تكون انسانيتة محل نظر (هذا رأئ شخصى بحت ) , ربما هذا التوجة صنع فى تقيمى لحياتى العديد من المحطات , كانت رواية المسبحة شاهدة على معظمها .اللقاء الاول مع المسبحة , : تناولتها من رف مكتبة ابى كسائر الروايات , وكان الجو شتاءا" وعندما قرأت الملخص المكتوب على الغلاف الخلفى , عرفت نوع الروايه , وانها رومانسية حزينة نتاسب فصل الشتاء الكئيب بليله الطويل ونهاره الذى ما يكاد يبدأ حتى ينتهى , والاقامة الجبرية فى البيت., وزد على ذلك , مشاعر الأحباط التى كانت تنتابنى وقتها ,بسبب إحدى محاولات الأرتباط .. كانت البرودة تزحف على حياتى من كل حدب وصوب .
وما أن بدأت فى قرائتها , حتى وجدت فيها نفسى ,,وسخر منى الجميع وقتها ,وقالوا : خليكى ورا الروايات .
الامل يقهر المستحيل , كان شعار البطلة ,أحببته , وسريعا ما استبدلته : بشعار البنات فى ذلك الوقت : جوازة وأخرتها الموت كان ما يجمعنا أقل كثيرا مما يفرقنا , فأنا تربيت على انى أنسان وكيان ,هو تربى على أن المرأة لها مهام محددة فى الحياة والخروج عنها حرام , ولم اوافق ولا مرة واحدة على رأيه .
واندلعت ثورتى الأولى ,, وصرفت الشاب الطيب بحزم , كان مصراعلى اتمام الزواج وتصور أن غلال الزوجية ستكبلنى , فأتحول الى كائن بلا حول ولا قوة ..لايخطر بباله انى كنت حاولع فيه .
المسبحة قدمت لى الحالة العاطفية والانسانية المثالية التى يجب ان احظى بها وسألت نفسى, عن نسبة تحقيق هذة الحالة فى ارتباطى .كانت الإجابة : صفر ., ولا اتصور الصفر رقما يرضى طموح أحد
أما اللقاء الثانى مع المسبحة , فلم يكن صدفة , ولكنى ذهبت اليها متعمدة بسبب انخفاض حالتى المعنوية وكنت أعلم انها قادرة على إنعاشى
مرة ثانية , تزامن الشتاء مع اضطهاد فى العمل غير مبرر , ولم تخلو الأجواء أيضا من ظهور شخص يريد ان يتسلى ولم اكن معتادة بعد على ان اكون اداة تسلية.. .. واقبلت على المسبحة, كبحيرة مقدسة ..انشد غسل همومى فيها , او رياضة روحية يمكن عن طريقها ايقاف العقل والاستغراق فى عالمى المنشود . كنت قد انتقلت الى عملى حديثا ولم اكن املك رفاهية تغيره مرة اخرى واندمجت فى الرواية رغم ضيق وقتى لانى كنت اعمل اكثر من عمل , ولكن هذا التعدد كان مفتاح الفرج . وطلبت للعمل فى دولة عربية , وسافرت وتركت الجد والهزل معا.
وكانت هذه .ثورتى الثانية التى لم اعد بعدها لمرحلة سبقتها
اما اللقاء الثالث مع المسبحة ,,.فهو مناسب تماما لروح العصر , فهو خير دليل على انها تصلح دائما لأن تكون عنوان المرحلة ... وجدت المسبحة تطل على من جديد على الانترنت , فى أحد مواقع قراءة الكتب ..ولم اكن اتصور انها ذائعة الصيت ولكنى فوجئت
من تعليقات القراء انهم كانوا ينتظرونها بشغف , وكأنها تمثل عالما موازيا من الضرورى اللجوء اليه احيانا
وها نحن على أبواب فصل الشتاء ,وها أنا توجس من نسائمة التى تحمل فيروس الانفلوانزا , ومرة أخرى اعاصير الثورة تتحرك داخلى , لم أقرره بعد ان اقلب الحياة رأسا على عقب ,, ولكن هل فى المرات السابقة كنت أنوى التغير او ابحث عن قرار؟؟ .. بالقطع لا... لكن تظل الثورة فعل له ارهاصات , ليس بناء"على قرار , فهى فى الغالب تكون نتاج الإحساس بالظلم والمطالبة بالعدالة ثم اليأس من الاصلاح , فلا يبقى سوى التغير الجذرى .
لتعلو فى نهاية المطاف الصيحة الشهيرة : لقد هرمنا
Subscribe to:
Post Comments
(
Atom
)
No comments :
Post a Comment