Wednesday, 26 November 2014

 إن أجمل العيون فى وجوه النساء عينان صادقتان تجعلان اللسان فى المكان الثانى , وتقدمان اليك المعانى فى كأس من الخمر . وأجمل الأبدان منها الطويل اللدن المرهف فيما تحت الحزام ,الذى يكاد ينقدفى حركة التأود. أرأيت فينوس فى مئزرها الحريرى 
أما الشعر , فالأسود الفاحم الكثيف الاثيث المداخل زمرا زمرا على هيئة خصل . تجوس خلالها الأنامل كما تجوس العين تلافيف جنة.
والوجه .. المستطيل الدانى الى الشحوب الذى بدا كأن صاحبته سهرت تقرأ وتفكر ثم أدركها الفجر السقيم , تبدو عليه السهولة والرضا والتسامح .
تخيلت هذه الأوصاف فى خلوتى وتمنيت ان تكون على زوجة لى , ثم لج بى الخيال حتى ظننت انى ابتكرتها والفت بين شتيتها من نساء مختلفات فلما رأيت السيدة "ف" مرة اخرى وملأت منا ناظرى , أدركت مدى غفلتى وغشى لنفسى , لانها كانت النموذج والتمثال والحقيقة فى وقت واحد وكانت أفكارى منها واليها وكل هذه الاوصاف منطبقة عليها . ففغضضت شفتى خوفا ودهشة.
رواية : شمش الخريف .محمد عبد الحليم عبد الله

Sunday, 2 November 2014

من أقول محمد عبد الحليم عبدالله ... صاحب شجرة اللبلاب , وغصن الزيتون

                                                                                                                    
                                                             الأديب : محمدعبد الحليم عبد الله
وأقوى الملذات هو ما يُنسينا أن نرسم حياله خظة، بل يجعلنا نأخذه هكذا عمياناً عن ماضيه ومستقبله .. وقد يكون فيه الفرج... !)


Saturday, 1 November 2014

نزار قبانى .. شاعر الرسم بالكلمات الرائعة , شاعر التناقضات العربية...

Add caption
أحبك أحبك , وهذا توقيعى 
هل عندكامرأةٍ شكٌ أ
نك أحلى امرأةٍ في الدنيا؟ 
وأهم  امرأة في الدنيا 
هل عندك شك أني حين عثرت عليك . .
ملكت مفاتيح الدنيا ؟.
هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا ؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يومٍ في التاريخ . .
وأجمل خبرٍ في الدنيا ؟
2
هل عندك شكٌ في من أنت ؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر ، حين تمر ، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي ؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب . . ولا قبلت ولا قبلت
ميلادي أنت .. وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت .. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت . .
وكأني أيتها الملكه . .
من بطنك كالعصفور خرجت . .
3
هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار. .
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة ..
والسلطانة ..
والشرعية بين جميع الملكات . .
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات . .
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه . .
وأدفن فيه ..
وأنشر فيه كتاباتي . .
4
يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إلي . .
وكيف مشيت إليك . .
يا من تتزاحم كل طيور البحر . .
لكي تستوطن في نهديك . .
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك . .
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر . .
دافئةٌ أنت كرمل البحر . .
رائعةٌ أنت كليلة قدر . .
من يوم طرقت الباب علي .. ابتدأ العمر . .
كم صار جميلاً شعري . .
حين تثقف بين يديك ..
كم صرت غنياً .. وقوياً . .
لما أهداك الله إلي . .
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي . .
هل عندك شكٌ . .
أن كلامك يخرج من شفتي ؟
هل عندك شكٌ . .
أني فيك . . وأنك في ؟؟
6
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف ،
ويضرب مثل البركان
يا نهداً .. يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان . .
قولي لي :
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان ..
قولي لي :
ماذا أفعل فيك ؟ أنا في حالة إدمان . .
قولي لي ما الحل ؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان .. .
7
يا ذات الأنف الإغريقي ..
وذات الشعر الإسباني
يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان ..
يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت ؟ وكيف أتيت ؟
وكيف عصفت بوجداني ؟
يا إحدى نعم الله علي ..
وغيمة حبٍ وحنانٍ . .
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي . .
آهٍ .. كم ربي أعطاني . .


Friday, 31 October 2014

قفلوا الصندوق .. يا جدتى


الصندوق .. كلمة مفردة اذا ما اطلقت دون ان تضاف لما يميزها فهى تحمل معانى كثيرة .., لعل أول ما يتبادر للذهن عند
سماعها(الصندوق الاأسود ) للطائرة , لكثرة تداوله فى وسائل الإعلام , لتكرار سقوط الطائرات من كل جنس ونوع , ولأن الكوارث أصبحت السمة المميزة لحياتنا . ولكن  زمان ., كان الصندق يحمل معنى مفعم بالبهجة والسجر, لانه كان يطلق على (صندوق العروسة ) وكان هذا المعنى الأكثر شيوعا .
وصندوق العروسة , هو عبارة عن صندوق خشبى كبير نوعا ما  مزين بالمسامير والزخارف احيانا , يحتوى على جهاز العروسة  ومن مفروشات واقمشة , وأشياء ثمينة . وكان متداولا فى مصر فى أوائل القرن العشرين , قى المدن والقرى ,ولكنه اختفى من المدن وحل محله الدولاب , وبقى فى القرى فترة أطول .كل طفلة تعرف الصندوق . لانه بمثاية (الحصالة )و فكل أم تحتفظ بجهاز ابنتها ومقتنياتها  القيمة التى ستورثها لها فى الصندوق ,
مع إنتصاف القرن العشرين , تحول الصندوق الى ذكرى , و أثر, تسمع عنه بنات الطبقة المتوسطة  , ولكنها لم تره قط ,وهذا كان حالى بالطبع , فلم أسمع عن الصندوق من أمى ولا من جدتى لإمى , ولكنى سمعت عن وجوده فى الدنيا من مربيتى , اما لقائى به , فكان مليئا بالاثارة والخيال , وكان بالطبع فى القرية .
رغم مساحة الحرية المهولة التى كنت أحظى بها فى القرية , بالمقارنة بالمدينة , الا أن لقائى بالصندوق كان عزيزا , وفى حاجة الى احتيال للوصول اليه . كان مثيرا لخيالى , الذى هو خصب فى الأساس كما ان حكايات دادا , الشابة الريفية  الرومانسية ,والذى كان اقصى املها أن تقتنى صندوقا  لابد وحتما ان يلهب خيال طفلة مثلى .
 . وفى إحدى سهرات السمر مع (العاملات) فى بيت البلد ذكرت  , احداهن الصندق , وعلمت ان أننا نمتلك واحدا"تعود ملكيته لجدتى أم أبى  .. وتعجبت , كيف لم  انتبه لوجوده ؟؟ , وهل يخفى القمر؟؟ ولكنى عرفت. انه فى البيت القديم  المبنى بالطوب اللبن ,المصطف الى جوار البيوت الريفية المتراصة , فى أعماق القرية. وهو عكس بيتنا الذى يحتل ناصية كاملة على أول الطريق , ورغم جرأة عمتى , وقدرتها على غض الطرف عن تنفيذ تعليمات ماما الصارمة , إلا انى وجدت صعوبة رفضا قاطعا من عمتى لخول البيت القديم , فأهل الريف رغم تساهلهم فى اشياء كثيرة , كانت تنتابهم حالة رعب , من دخول الأطفال الى الاماكن المهجورة , ومن خروج الاطفال ساعة القيلولة , عندما تكون الشمس فى كبد السماء .
كل هذه الظروف جعلت المغامرة أكثر إثارة , لانى تحاليلت على احدى العاملات , التى اثق فى كتمانها للسر والححت عليها ان تصحبنى للبيت القديم ,الذى كان يستخدم لتخرين التبن ,
 وذهبت... ووجدت هناك مغارة على بابا, لأسباب عديدة .. أولا : لم يسمح لدى ابدا بالدخول الى بيوت أى من الاقارب الذين يعيشون فى عمق القرية , لذلك , كانت المرة الأولى فى حياتى التى أرى فيها بيت , بلا نوفذ لاشتراك  بيتين فى نفس الجدار
, ثانيا : لم اتخيل ان بيتا فسيحا من الممكن ان يكون فى مثل هذة الزنقة
ثالثا : لم يكن الصندوق هو الكنز الوحيد فى مغارة على بابا , بل كان النورج , وهو آله زراعية من أيام قدماء المصرين ,عبارة عن  (كنبة )  خشبية مزودة بآلات حادة أشبه بالسكاكين من أسفل , يجلس عليها الفلاح سلطان زمانة , وتجرها بقرة , وتستعمل لتسوية الأرض , كان هذا الاختراع غير مسموح لى تماما  بالتعامل معه  , لان وجود السكاكين اسفل الدكة , جعلها مرتفعة , وتشكل خطرا اذا سقطت من فوفها طفلة مثللى , بينماالبقرة تدور .
رابعا : وجدت صندوق جدتى , وقابعا فى هذا المكان الخرب  مهملا , ويعلوه التراب  مما زاده سحرا وغموضا  . وكاد قلبى يتوقف وانا اشاهدة عن بعد , ولا استطيع الاقتراب أو المس لانى قطعت عهدا الا أفعل , فلم تكن العاملة لتتحمل مسؤلية اقترابى ولمسى له , كانت تتعذر بالتراب لكنها فعليا  , كانت تخشى الزواحف والعقارب , ولكن الصندوق  , كان بارعا فى جماله , بصناعتة البدائية وقد تحول خشبه  الى اللون الداكن  ,  و زين بعملات برونزية , ومسامير بارزة ,.يعنى كل الأوصاف التى قرأتها فى كتب الأطفال عن الأشياء الخرافية  , بالإضافة الى كونه مغلقا  , مما اثار جنونى . فكيف لطفلة مثلى , ان ترى صندوقا مثل هذا , ولا تلمسه . وتتركه مغلقا . سرح خيالى اننى سأجد مفتنيات أسرة محمد على , وليس جدتى لأبى الفلاحة التقليدية . , أو مصباح علاء الدين ,  والححت فى فتحة , او حتى مجرد لمس العملات البديعة التى تزينه , ولكن العاملة حملتنى بحزم على ذراع , و حملت االوعاء المليئ بالتبن على الذراع الاخرى , اوسرعت الخطى خارج المكان , بسرعة وقوة لم اشهدها من قبل , وكأنها عامل مطافى يخرج طفلا من قلب الحريق ,
وأخذت أشير للصندق والنورج , كصديقين أقلعت بهما سفينة , حتى وصلت لعرض البحر . كدت أبكى من الإحباط , لكنها نظرت نظرة زاجرة . قائلة : إحنا اتفقنا على كده؟
وللاسف كنت قد تربيت على إحترام وعدى مهما كلفنى الأمر ,, وواقعيا هو كلفنى الكثيرفى هذة القصة , كان من الافضل لى أن أكون (عيلة’)  حانثة بالوعد أو أن أحظى بلدغة عقرب أو عضة ثعبان , على ان أعيش  بقية حياتى أفكر,,فى شعورى وأنا اركب النورج , أو ملمس صندق جدتى , ما يقبع داخله من عجائب و بقايا مقتنات الجدة  , التى لم احظى برؤيتها , لم ترغب فى التصوير فى مصر لسبب مازلت أجهلة . لتيحيط نفسها بغموض اكثر ,وتثير فضولى , وتحرمنى من الراحة ..
!!!! شوفتى يا جدتى... قفلوا الصندوق

Wednesday, 29 October 2014

على اسم مصر , باحبها برقة , وعنف وعلى استحياء .



على اسم مصر          
شعر  : صلاح جاهين  
                           
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء 
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء 
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب 
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب 
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء 
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء 
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب 
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب 
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب 


على اسم مصر
 
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل 
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل 
القى النديم طل من مطرح منا طليت 
والقاها برواز معلق عندنا في البيت 
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل 
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل 
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت 
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت 
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت 



Sunday, 26 October 2014

الفاتورة .. ليست أغانى , ولاأفلام


لا أحد فى  جيل الشباب "أقل من 30 سنة " ولا الجيل الذى سبقه .. يعرف ان أجيالا عديدة ترسخ فى أذهانهم أن مهنة "ظابط الجش"
مهنة الفراق ,, كتب عليهم وعلى أهلهم أن يكون لقائهم بمذاق الفراق ,, فاللقاء ايام , والبقاء على الجبهة .شهور .
الجبهة , نعم , جبهة القتال . سيناء التى تحولت وكرا للإرهابين , لتأتى شرذمة "صفيقة " تردد أن الأرض كلها لله , وأن توطين حماس أوعيرها فى أرض سيناء .. حلال , حلال . 
ربما يرفض هذه الفكرة بعض ابناء هذا الجيل , لأنهم يرون أن الأوطان غالية , وربما لا يتوقف البعض الآخر أمام هذا الكلام , باعتباره "فزاعة" فى حين ,يرى   آخرون هم فى الوقع هم "من حق عليهم القول " ان الأرض كلها أرض الله  ومن حق أى انسان أن يعيش عليها . , وهذ÷الشرذمة  لابد من بترها من جسد الوطن 
أكثر من جيل لم يعرفوا شيئا , عن الحروب التى خاضتها مصر , سوى خطب رؤساء أرشيفية , أو أفلام هزلية عن نصر73 ,  ومجموعة من الأغانى االتى يطربون لها ثم ينصرف كل الى شأنه 
, فى الحقيقة أنا لا ألوم أحدا , ولكن دعونا نترجم مهزلة الافلام , .
وطرب الأغانى الى أيام وليالى عاشها جيل, ذاق أن يودع أحدهم وهو يعلم أنه قد يكون ذلك الوداع الأخير .
 صفارة الانذار , كانت جزءا من حياته ,واعتادت عيناه على  الزجاج المطلى باللون الأزرق ,  والحواجز المبنية بالطوب أمام كل عمارة سكنية ..لأن "عدونا غدًار"  لم يخجل يوما من قصف المدنين ,وأطفال المدارس أثناء حرب الأاستنزاف , ولا من القاء الألغام أمام المدارس
,جيل رأى مصر تتشح بالسواد ,من 67 لما بعد73 , وخيرة نسائها , صرن ارامل وثكالى بسبب استشهاد  خيرة رجالها فى حروب انكسار واسترداد  
نحن جيل  الذى وعى أن الأرض عرض , والذى خجل أبواه من الرد عن أسئلته عن  معنى المهجرين من مدن القناة , للأن ذلك يعنى الاعتراف للاطفال بالهزيمة  
كانت مفردات حياتنا بسيطة , لم يكن فيها هذا القدر من التكنولوجيا , الذى يلهى بنفس القدر, الذى يوسع المدارك به ,
كانت حالة الحرب,  ووقف اطلاق النار التى عشناها , منعكسة على كل تفاصيل  حياتنا , من مناهجنا الدراسية , حتى أحاديث السمر , وخطب الرؤساء التى كنا ننتظرها , ونعيش أيام . نحلل مضمونها تارة , وننتقدها تارة أخرى . هذا الجيل , سمع أغانى عبد الحليم حافظ الحماسية لحظة ولادتها , واستمع لصوت "شادية الحنون " وهى تنوح 
قولوا لعين الشمس ما تحماشى , لاحسن حبيب القلب صابح ماشى . 
تبرع بقروش المصروف  لمعونة الشتاء , لمساعدة اخوانة المهجرين , الذين طردوا من بيوتهم بسلاح العدو الغاشم ليعيشون فى الخيام لحين تسكينهم . 
لا انسى وأنا فى الصف الأول الابتدائى , عندما دخلت الفصل تلميذة جديدة , التحقت متأخرة بالصف الدراسى , فى صحبة شابة فى العشرينات من العمر , ترتدى السواد " الذى كان سمة هذه الأيام " وقالت؟ ان والد الطفلة استشهد ,, وهذا سبب التأخير ,. 
لا أدرى لم كان الجميع منكس الرأس , الام التى تغالب الدموع , والطفلة التى فهمت معنى الفقد , والمدرسة التى كرس لها الموقف  مشاعرالهزيمة. ولم يتكلم أحد باستثناء الأطفال الذين عرض كل منهم على الفتاة أن تجلس بجانبه , الا أنا ,, فلم أكن  فقط اغالب البكاء , بل سرح خيالى .. كيف أن  هذه الطفلة لن  ترى اباها ثانية؟؟ وهل أبوها قتله اليهود ؟؟  إذن مات,, وقتل . 
كان الموقف بالنسبة لى قضيتين منفصلتين . فالموت غير القتل ,, وعلى يد اليهود .  وحبست انفاسى تقريبا  الى أن وصلت البيت , وأخذت أفضى لأبى  بما فى قلبى , ولم يستطع فى الواقع أن يواسينى , لأن حاله كان أشد تعاسة منى , لكنه احتضننى صامتا 
 وظل هذا المشهد عالقا فى وجدانى , والتحفت بالجامعة , وشاءت الأقدار ان يكون والد أقرب صديقة لى  مفقودا فى حرب 76 .
وكانت ترحب بالسلام لانها تكره الحرب , وكان أقصى أمنياتها فى الحياة أن تعرف لأبيها قبر ا, وأن تعرف كيف مات , , كانت مستعدة ان تدفع ثمن " تقليب المواحع
 لكنها لم تستطع قط ان تتعايش مع مشاعر " الجهل " , بمصيرة , لأننا دائما فى حاجة لأى دليل ملموس , حتى وان كانت قبور احبائنا 
ترى هل فهم  أحد قضية جيلنا ؟؟ انها قضية وطن , ؟؟ إن معرفتنا بالوطن تختلف عن  من جاءبعدنا , نحن من عايش الأحداث وذاق مرارتها
 وانكوى بنار الهزيمة , وتحرق شوقا للنصر , و تشيت بالارض لأنه يعلم الثمن الذى دُفع فيها , لم يشاهد ذلك فى فيلم , تافه أوجيد .. لمدة ثلاث ساعات على الأكثر , ثم انصرف . 
بالمناسبة .. كل هذة الأحداث كان أبطالها ضباط القوات المسلحة  واسرهم ,, ونحن كنا مجرد شهود ,على الفاتورة الباهظة التى تكبدوها .. و كنا قد تصورنا أن ذلك العهد انقضى  , ولكن .. ها هو المشهد يتكرر ثاتية  ..وإن كان العدو هذه المرة اختلف .. للأسوا
تحية لارواح شهدائنا فى كل زمن , تحية للثرى الطيب الذى يضم أجسادهم , تحية لأبنائهم واحفادهم الذين دفعوا فواتير تحرير الوطن , ومازالوا
أما انأ , فلن أنسى حتى إن اردت ذلك .. 

  

ألأديب : محمد عبد الحليم عبد الله .. شاعر الرواية العربية


من أقوال الأديب :محمد عبد الحليم عبد الله

 إذا كان ثوبك وحيدا فلا ينبغي أن يكون قذرا .
إن نظافة الثوب الوحيد من أنبل جهاد الفقراء.
فإذا كتب عليك أن تكون فقيرا فحاول أن تكون شريفا .




Thursday, 23 October 2014

لست أشكو .. حب بلا ذل

الشاعر : كامل الشناوى
لطالما نظر جيل يعتبر الآن من كبار السن  نظرة إجلال وتقدير للشاعر كامل الشناوى , رغم قلة انتاجه الشعرى  نوعا ما , لكنه كان صحفيا , واديبا , وساخرا , ورومانسيا فى نفس الوقت .. وفى وقت من الأوقات كانت قصائده رسول الغرام بين الشباب , أو وسيلة "لفتح الكلام " عن الحب واستعراض الثقافة فى نفس الوقت , فصائده  لم يكن ليقبل على قراتها أو حفظها العامة , ولكن المثقيفين فقط , لانه كان يكتب شعرا عموديا بالفصحى , وكانت أشعاره تنطوى على قدر عالى من الفلسفة , والرؤية العميقة والتى كانت تتراوح بين الخيانة , واليأس تارة ,  بين االام الحب  , والاعتزاز بالكبرياء ,تارة أخرى .
معظمنا تعرف على الشاعر كامل الشناوى من خلال القصائد المغناة ..مثل لا تكذبى , حبيبها , لست قلبى .
فبدأ فى البحث عن المزيد , وقد تعرفت علي قصائده فى مرحلة متقدمة من عمرى  نوعا ما , بعد ان التحقت بالإذاعة, , واثناء التدريب ,وقبل دخول الامتحان عرفت انه سيطلب منى ان أقرأ ,, بجانب النشرات , قرآن , وشعر للتعرف عىلى صلاحية صوتى , التوظيف الأمثل له , وبحثت كثير ا ووجدت ان انماطا لشعر التى أحبها , سستؤدى حتما لرسوبى واستبعادى , وربما توظيفى فى "البوفيه " لانى أحب الشعر الجاهلى والاموى , وهو صعب جدا وسأرتكب فيه أخطاء فادحة لا محالة ,,وبدات فى البحث عن اشعار معاصرة , ولأول وهلة فكرت فى اختيار نزار قبانى , لكنى تراجعت فورا .. لتحرر بعض اشعاره وخفت الا يروق احد اعضاء اللجنة وبيدأ فى التضيق على , وسؤالى عن  رأيئ  أو قرائة  قصائد أخرى قد لا أجرؤ  على قرأتها أمام اللجنة , وكنت بعدى , غريرة . وآثرت السلامة وأخترت كامل الشناوى . فقرأت ديوانه المليئ بجواهر الفكر والمعانى ,, قصائدة التى اودعها ارقى المعانى وارقها , اكثرها تفردا وفنية, كم كان ثريا فى استخدام المفردات وشاعريا ومتفردا .
بهرنى , واخد عقلى ,.. وخاصة هذه القصيدة " لست أشكو " التى كنت أتدرب على قرائتها لتكون أختيارى أمام اللجنة , وكلما تذكرت طريقة القائى , نبرة صوتى وقتها.. ترحمت على كامل الشناوى .. لانه لم يكن ليتمس لى عذرا لو سمعنى , وربما أوصى يقتلى , ليس فقط باستبعادى
اما الابيات التى اطاشت عقلى فكانت
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !

يالهى , كيف ترجم هذا الشعور دونا" عن كل الشعراء , . التفكير فى الحبيب  فى بعض الأحيان ..عن البعد يكون مطابقا للأحلام , تلاقى للأرواح , وتأتى المفاجأة  غير السعيدة فى القرب لتتكشف الحقائق , ولايجد فى لقائه الا الالجفاء والجراح و خيبة الأمل ,واضح ان الشاعر ابتلى فى حياته بما جعل تجربتة الشعرية على هذا النحو ,,وعلى نمط قصيدة : لا تكذبى ..  ولكن الشاعر جبل على الإباء , تجد صريحا  دائما مع نفسه معترفا بحرحه وحزنه ولكنه فى نفس الوقت , رافض للذل والاستكانة   وهو اوضح ما يكون فى هذه القصيدة 
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !
\, الشكوى لغير الله مذلة ..يا شاعرنا العظيم , ليت كل البشر يتعلمون أن الحب بلا كبرياء إهانة للحب ذاته وأن من يرون أنه لا  .كرامة فى الحب , سيأتى يوم عليهم , لا يجدون حبا , لا كرامة
اليكم قصيدة   "لست أشكو " كاملة
لست أشكو منك
. . فالشكوى عذاب الأبرياء ! !
وهى قيد ترسف العزة فيه والإباء ! !
انا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء ! !
وأنا نبض عروقى كبرياء ! !
لست أشكو فاستمع لى وأجبنى
. . ربما أسمع مايدنيك منى
ربما أسمع مايقصيك عنى ! !
كل ما عندى سؤال يتردد
وظنون – ياحبيى – تتجدد
***
كنت ألقاك على البعد
فألقى أحلامى وروحى ! !
صرت فى قربى ولا ألقاك
. . لا ألقاك إلا فى جروحى ! !
***
أنت عينى وأنا عينك قل لى :
ما الذى أغمض عينى ؟
. . ماالذى أغمض عينك ؟
فغدا القرب ستارا ً
. . ياحبيبى بل جدارا ً
. . حائلا ً بينى وبينك ؟ !
ياحبيبى ، كان حبى
لك حرا ً زجريئا ً
. . يتحدى الويل أن يأتى
. . فيخشى أن يجيئا
مسرع الخطوة كالظلم
. . وكالعدل بطيئا ! !
. . نابضا ً فى القلب كالذنب
. . وإن كان بريئا ! !
جراتى راحت ولا أعرف أين ؟
بسمتى ضاعت ودمعى بين بين !
. . الهوى خجلان دامى الوجنين !
وحنينى لك كتوف اليدين !
أنا لا أشكو
. . ففى الشكوى انحناء
. . وانا نبض عروقى كبرياء !
 
  

Wednesday, 22 October 2014

أخيرا" , انتصرت لغة الزهور


عندما يتقدم شاب لخطبة قتاة , يسأل أهل العروس عن وظيفتة , عائلته , أخلاقه ,حالته المالية , ولكن لايسأل أحد هل يحس؟؟ 
نعم.. ي ح س , فالإحساس بالحياة يحدد كيف يعيشها الإنسان , هل سيعيشها أبيض وأسود , أم سيعيشها بالألوان الطبيعية .
قصة صديقتى تعكس بصدق , هذا المشهد الذى لايخلو من الطرافة , رغم ما حملته لها الأيام  فى بعض الأوقات من خيبة أمل:
إنها فتاة عربية , شبت على كل مفاهيم الالتزام والتدين , ولكن ذلك لم يمنعها من أن تعشق السينما , أو أن تحلق مع راقصات الباليه , و تتباع صيحات الموضة العاقل منها والمجنون , تعشق المطر , و السباحة , كما انها بنت نكتة 
فهى تؤمن ايضا بالتغير , فعلى الانسان ان يقوم بتغير شئ ما فى حياته من آن لآخر .. بدأ" من لون الشعر وصولا لمكان العمل  والمهنة إذا لزم الأمر , انها نموذج حى لمن يرى الحياة بكل ابعادها وترى ان التفاصيل هى التى تعطى للحياة مذاقا" خاصا" .
.. لطالما رأيتها مختلفة ,, وثورية 
كانت تبحث عن حياة تحمل نكهة خاصة ,سواء فى عملها وحياتها الزوجية المنشودة . ولكن المفارقات فى هذا الشأن عديدة وتترواح بين الكوميديا السوداء و التراجيديا الفاقعة , فالعرسان كالمصائب لاتأتى فرادى ,, بل فى مجموعات والنتيجة .. لم ينجح أحد . 
الى أن فاجأتنى يوما"بنبأ خطبتها وعندما قابلت خطيبها وجدته اليفا" جدا , هادئ بلا حضور و تعجبت , ولكنى علمت فيما بعد أن قلق والديها واصرار الشاب كانا وراء اتمام الخطبة .ومع اقتراب الزواج لم الاحظ أى تقارب بينهما , وكانت تسر لى بأنها تشعر أن الحياة معه تسير بالعكس , للخلف وليس للأمام , 
ففى حين كانت تميز الأشياء يتفاصيلها , كان هو لا يرى من الحياة إلا الخطوط العريضة , كمن يشاهد إطار الصورة ولايلتفت للصورة نفسها . فالزواج عنده بيت بمعنى شقة أو مبنى , والطعام  يعنى ثلاث وجبات  , والمهم وجود أطفال وليس  محل اعتبار ان يكونوا سعداء , والزوجة هى الماكينة والأيدى العاملة فى نفس الوقت . وكان تقيمة لشخصيتها أنها توقفت عند المرحلة الثانوية , انها تحمل مشاعر مراهقة لم تنضج بعد. فكيف لها ان تحب الركض تحت المطر , بل وتطلب منه أن يشاركها , و كيف تسمح لنفسها بالتنزه معه بالجينز , , وكأنها فى "حصة العاب "  ولم ير من الباليه سوى العرى . لم اتفائل وشعرت بالشفقة نحوها فهى لن تعيش سعيدة معه , ولكن أهلها لن يروا هذه الفروق عيوبا وتوقعت ان يقمعوا "ثوريتها" .
ولكنها يوما انفجرت فى وجهه , ولكن الانفصال لم يكن تقليديا كالارتباط , فأثناء حضور حفل زفاف أحد ألأصدقاء , وفى غمرة الانشغال فى ثرثرة الشابات و نعومة الموسقى وتفاصيل الحفل , تنبهت على صوته يقول : عقبى لنا . 
كانت هذة الجملة بمثابة " افتح يا سمسم"  وفتحت علية من حيث لايدرى مخزن المتفجرات . و باغتته بنظرة مذعورة , وكأنها فوجئت بوجوده فى المشهد  . وطلبت الانصراف , واسدلت الستار
ومرت فترة غير قصيرة ولم ترتبط ,,ولم تشعر بالندم ,, بل أقسمت ألا تعيش الحياة ,أبيض وأسود , إما بالألوان الطبيعية أو .. لأ.
 الى جاءت يوما تبشرنى : أخيرا" انتصرت لغة الزهور , وأضافت : لقد وجدته .
, كنت أزور صديقا مريضا فى المستشفى , كما تعلمى انى احب اللونين الأبيض فى الأصفر خاصة فى الزهور  وفوجئت بشخص يحمل باقة ورد بنفس الألوان , ابتسمت داخلى وشعرت انها علامة من القدر ,, لم نسلم من سخرية المريض : الذى رأى الوان الزهور تحمل أجواء الجنازات , واننا اتفقنا على دفنه .
الزهور عرفتنا,  لم نغادر المستشفى إلأ بعد أن تبادلنا أرقام المحمول , كانت حجته لطيفة , فالوان الزهور تدل على تقارب فى الرؤية الفنية , ودعانى لمعرض للفن التشيكلى . لم يطل بعدها  , وطلبنى للزواج .
إنه ليس كامل الأوصاف ويكبرها بسنوات ليست قليلة , قاوم والداها فكرة الزواج منه , عندما عرفا  أنه مطلق وله ابنة , لكنما
رضخا أمام إصرارها , فكلاهما يعرف انها متفردة فى مزاجها وربما ان أصروا على رفضه , لا تقبل بغيره فى المستقبل القريب كان زففهما .. معزوفة منتاغمة من الموسيقى والزهور والخضرة , , وفى عز الظهر , , فى حديقة قصر . اشبه بزفاف سندريلا على انغام الكمان , ورايتهما يحتفلا ن منفردان رغم الجمع ورغم مجاملة الأصدقاء , كان يتحاوران بالعيون على بعد , وكانا يلتفتان لبعضهما فى وقت واحد , بنفس الابتسامة , ويمدان ايديهما  لتشابك الأصابع فى نفس اللحظة , وكانها رقصة تدربا عليها .
انها عفوية التشابه . وفراسة الحب ,
وزفاف يليق بثورية 
هنيئا" صديقتى .. لقد حصلتى أخيرا على رجل 
ي  ح   س

Tuesday, 21 October 2014

من دفتر مذكرات قاهرية .. مراجيح العيد








مراجيح العيد , متعة لاتعادلها متعة , لحظات ترقب وخوف أشك أن رواد الفضاء يحظون بمثلها .
فرغم ما خبرته فى حياتى بعدها من اشكال الترفيه الراقى فى مدن الملاهى , وانواع المراجيح الكهربائية , التى تدير الرؤوس وتكسر العظام , حتى ركوب الطائرات فى ظل الاحوال الجوية المتقلبة ومطبات الهواء ،

كل هذا لايمكن أن يقف على خط واحد او يقارب فى الاحساس بمراجيح  العيد ,فى القرية .

ذلك الاختراع الجهنمى بذلك الرجل الحبوب, الذى يدفعها بيديه عاليا "حسب رغبة الزبون" وكلما دفعها الى أعلى , كلما اعتبرته "حبوبا " اكثر .. الى ان ينتهى الوقت المقرر, طبقا للمبغ المدفوع,  فيجذب بيده ذلك الذراع الذى يقوم بعمل الفرامل ليوقف المرجيحة عن الطيران.

إن ذلك الرجل كنت اعتبره فى طفولتى ,حارس الجنة , ولطالما فكرت فى الطفولة أننا فى الجنة  ستأخذ كل ما نحب ونلتقى فيها مع من نحب أيضا , فمن البديهى ان يكون في الجنة  ,مراجيح  .

شعور مذهل .. ان ينطلق بك  ذلك الشئ الفريد"المرجيحة "الى أعلى لتلمس نجوم السماء  ,ويجعلك تعانق العصافير فى أعشاشها فوق الأشجار ,, و مع كل دفعة يصافح الهواء وجهك بشدة , صعودا .. ويغوص قلبك بين ضلوعك , هبوطا حتى يكاد يقع فى قدميك .

كانت المراجح , من انواع اللهو المباحة  فى لقرية , وممنوعة فى المدينة , شأنها شأن اللعب فى الشارع , والخروج بدون إذن ، وصيد السمك . 
 استثناءات القرية التى نشأنا عليها ولا نجرؤ ان نطالب بها فى , مصر

و لكن تبقى المراجيح " ملكة متوجة "على  كل أنواع اللهو ..أولا: لأنها موسمية فهى تقتصر على العيد وغير موجودة فى اى وقت آخر فى القرية ، ربما لأسباب اقتصادية , فالاطفال فى القرى يعملون فى الحقول فى فصل الصيف , ويذهبون للمدارس فى فصل الشتاء ,ومن لايذهب منهم للدراسة يعمل ايضا ,ومن ثم لن تكون مربحة الا فى العيد , حيث التفرغ للعب و لوجود العيدية .

ثانيا:: انها وسيلة اللعب الاكثر اثارة وخطورة وخيالية فى نفس الوقت . فلا يوجد شئ فى ذلك الوقت يمكنه أن يصعد بمكنه ان يصعد بك فى الهواء ويهبط فى ثوانى معدودة ,غير المرجيحة , حتى المصعد الذى كان يغرى الأطفال فى ذلك الوقت , لم يكن كذلك بالنسبة لى فهو جزء من حياتى اليومية , ومغلق من جوانبة بالزجاج ,, ويتحرك صعودا وهبوطا  مرورا بالجداران المملة , ليس فى الهواء الطلق , ليس بذلك المرح .

رغم كل التحذيرات التى كانت تطلقها  أمى , من أن المرجيحة تسبب الدوار والغثيان واشياء أخرى عديدة ,ورغم تمسكها بأقوالها طوال الوقت , خاصة لحظة تسليم العيدية , الا انى لم أستجب,  ولا مرة لهذة التحذيرات . فالمرجيحة تسبب الدوار فعلا , ولكنه "دوار" لذيد كنت أتمنى فى كل مرة أن يدوم , وان تظل الارض تدور بى هكذا . اما الغثيان فلم يصيبنى ولا مرة واحدة بسبب المرجيحة , لكنى ,,كثيرا ما كنت أصاب به فى مصر ,عندما اجبر على تناول طعام , ترى امى انه مغذى , بينما أراه انا كريه ، كما كان يصيبنى من ملل الحياة وكثرة الواجبات المدرسية . 
اما الوصايا الخاصة , بالعب بالراحة , عدم الارتفاع بالمرجيحة لأعلى , فتلك كانت الكوميديا ..بعينها بالنسبة لى .فالمرجيحة ,لا يمكن ان تسمى مرجيحة , إلا اذا  ارتفعت لأعلى ويا حبذا لواخترقت السحاب.
فهذا هو اللهو , هذا وهو المرح , اما المرجيحة البطيئة فهى يمكن تسميتها " اتوبيس هيئة النقل العام " لا ينقصها الا ان تقف فى محطات . 
لا يشئ فى الكون يعادل مشاعر الانطلاق وتحطيم القيود الذى تمنحه المرجيحة . ولا تلك الحظات الفريدة التى نادرا ما يجود بها الزمان . فالعصفور لن يبقى فى القفص , اذا فتح بابه , الاتحول الى حمار , لكنه حتى يظل عصفورا لابد ان يطير باحثا عن الحرية التى فطر عليها غير عابئ بالطعام الآمن فى القفص , 
.تبقى المراجيح جناحى اللذين حلقت بهما بعيدا عن الارض بعيداعن الرقابة و ان اطاعة الاوامر ليست دائما الفعل الامثل  ونبقى المرجيحة.. الدرس الاول فى تعلم الحرية  فالحرية فى حاجة الى تعلم لانها لا تتحقق الا بالقدرة على اتخاذ القرار و التحلى بقلب شجاع .


Monday, 20 October 2014

اللقاء الثالث ... لقد هرمنا


المسبحة ,  حقا رواية رائعة تعيش مع أبطلها كأنهم أشخاص حقيقين , وتندمج مع الأحدث أيضا كأنها حدثت بالفعل وبعد ان تنتهى من
 قرائها تشعر كأنك تودع أصدقائك  , وتسترجع  أحداثها كأنها ذكريات عزيزة, انها أيقونة الحب والتضحية .هذه الرواية شهد لها العالم بالروعة ولكنها بالنسبة لى ليست كذلك فقط , ولكنها أيقونة الثورة ,, ليست ثورة الشعب المصرى ولكن ثورتى الخاصة .. فكل منا له ثورة أو أكثر فى حياته , إذا اعتبرنا الثورة رمزا" للتغير . فلابد لكل كان حى يدعى انسان ان تضم حياته , ثورة أكثر , وإلا  تكون انسانيتة محل نظر (هذا رأئ شخصى بحت )  , ربما هذا التوجة صنع فى تقيمى لحياتى العديد من المحطات , كانت رواية المسبحة شاهدة على معظمها .اللقاء الاول مع المسبحة , : تناولتها من رف مكتبة ابى كسائر الروايات , وكان الجو شتاءا" وعندما قرأت الملخص المكتوب على الغلاف الخلفى , عرفت نوع الروايه , وانها رومانسية حزينة نتاسب فصل الشتاء الكئيب بليله الطويل ونهاره الذى ما يكاد يبدأ حتى ينتهى , والاقامة الجبرية فى البيت., وزد على ذلك , مشاعر الأحباط التى كانت تنتابنى وقتها ,بسبب إحدى محاولات الأرتباط .. كانت البرودة تزحف على حياتى من كل حدب وصوب .
وما أن بدأت فى قرائتها , حتى وجدت فيها نفسى ,,وسخر منى الجميع وقتها ,وقالوا : خليكى ورا الروايات .
الامل يقهر المستحيل , كان شعار البطلة  ,أحببته , وسريعا ما استبدلته : بشعار البنات فى ذلك الوقت : جوازة وأخرتها الموت      كان ما يجمعنا أقل كثيرا مما يفرقنا  , فأنا تربيت على انى أنسان وكيان ,هو تربى على أن المرأة لها مهام محددة فى الحياة والخروج عنها حرام , ولم اوافق ولا مرة  واحدة على رأيه   .
 واندلعت ثورتى الأولى ,, وصرفت الشاب الطيب بحزم , كان مصراعلى اتمام الزواج وتصور أن غلال الزوجية ستكبلنى , فأتحول الى كائن بلا حول ولا قوة  ..لايخطر بباله انى كنت حاولع فيه .
 المسبحة  قدمت لى الحالة العاطفية والانسانية المثالية التى يجب ان احظى بها وسألت نفسى, عن نسبة تحقيق هذة الحالة فى ارتباطى .كانت الإجابة : صفر ., ولا اتصور الصفر رقما  يرضى طموح أحد
أما اللقاء الثانى مع المسبحة , فلم يكن صدفة , ولكنى ذهبت اليها متعمدة بسبب انخفاض حالتى المعنوية   وكنت أعلم انها قادرة على إنعاشى
 مرة ثانية , تزامن الشتاء مع اضطهاد فى العمل غير مبرر , ولم تخلو الأجواء أيضا من ظهور شخص يريد ان يتسلى ولم اكن معتادة  بعد على ان اكون اداة تسلية..  .. واقبلت على المسبحة, كبحيرة مقدسة ..انشد غسل همومى  فيها , او رياضة روحية  يمكن عن طريقها ايقاف العقل والاستغراق فى عالمى المنشود  . كنت  قد انتقلت الى عملى حديثا ولم اكن املك رفاهية تغيره  مرة اخرى  واندمجت فى الرواية رغم ضيق وقتى لانى كنت اعمل اكثر من عمل , ولكن هذا التعدد كان مفتاح الفرج . وطلبت للعمل فى دولة عربية , وسافرت وتركت الجد والهزل معا.
 وكانت هذه .ثورتى الثانية  التى لم اعد بعدها لمرحلة سبقتها
اما اللقاء الثالث مع المسبحة ,,.فهو مناسب تماما لروح العصر , فهو خير دليل على انها تصلح دائما لأن تكون عنوان المرحلة ... وجدت المسبحة تطل على من جديد على الانترنت , فى أحد مواقع قراءة الكتب ..ولم اكن اتصور انها ذائعة الصيت ولكنى فوجئت
من تعليقات القراء انهم كانوا ينتظرونها بشغف , وكأنها تمثل عالما موازيا من الضرورى اللجوء اليه احيانا
وها نحن على  أبواب فصل الشتاء  ,وها أنا توجس من نسائمة التى تحمل فيروس الانفلوانزا , ومرة أخرى اعاصير الثورة تتحرك داخلى , لم أقرره  بعد ان اقلب الحياة رأسا على عقب ,, ولكن هل فى المرات السابقة كنت أنوى التغير او ابحث عن قرار؟؟ .. بالقطع لا... لكن تظل الثورة فعل له ارهاصات , ليس بناء"على قرار , فهى فى الغالب تكون نتاج  الإحساس بالظلم والمطالبة بالعدالة  ثم اليأس من الاصلاح , فلا يبقى سوى التغير الجذرى  .
لتعلو فى نهاية المطاف الصيحة الشهيرة : لقد هرمنا

Sunday, 19 October 2014

المقعد الحجرى

                                    قد يهون العمر الا لحظة     وقد تهون الارض الا موضعا
بيت شعرلأحمد شوقى أمير الشعراء,, فرب لحظة تعدل عمرا" بأكمله أو تفوقة فى الأهميه ,, ورب موضع فى أو مكان يكون أهم من الكرة الأرضية .. .هكذا فكر وهو جالس على مقهى فى الحى الوطنى الذى كان يقطنه ايام الدراسة , وقت ان كان مجرد طالب وافد من الاقاليم  فرً من الاقامة  بالمدينة الجامعية ,ليشارك زملائه شقة صغيرة .
كان قد تعود ان يقوم بالمراجعة الاخيرة يوم الامتحان .. على مقعد حجرى فى الحديقة المجاورة للمسجد ..على ضوء مصباح الشارع فهواء الفجر يمنحه صفاءا" ذهنيا" هو فى اشد الحاجة له قبل دخول الامتحان
وتغير المكان بمرور الوقت , واختفى المقعد , لكنه مازل يذكر مكانه  جيدا .
يالها من أيام مرت وتراكمت وابتعدت به بعيدا عن المقهى والحى , ولكن لماذا ساقته قدماه لهذا المكان بعد مرور عشرين عاما على تخرجه و انتقاله من الحى؟؟ ..انه شعور الامتحان
لقد تخرج من كلية التجارة  , واقبلت عليه الدنيا , واصبح يحتل مركزا مرموقا ولكن مع الاحساس بالازمة يعود بالانسان لشعور الامتحان.وتذكر ذلك الفتى الذى كان يجلس مكوما على الكرسى الحجرى امام المقهى وقد اغلق ابوابه تحت مصباح الشارع .
والآن ..تغير المكان ولكن نفس العبير مازال يفوح من جنباته , ربما هو  وحده من يستطيع ان يميزه , فهو الآن تحت وطأة شعور الامتحان
كان  فى ذلك الوقت يترقب بقلب واجف وعيون راجية .. المستقبل المجهول .. .. لطالما فكر الى اين ستسوقة الايام ؟؟ الى القمة .ام الى القاع .  .  ,و عندما كان يقلب أوراق المراجعة النهائية كان يقول  فى نفسه.. الشهادة , مجرد جواز السفر . مازالت بحاجة لاشياء كثيرة , نفقات السفر ومكان السفر , من الوارد ان بسافر الى امريكا .. لكن من الوارد ايضاا ن يسافر الى مجاهل افريقيا, ليستفيق على صوت المؤذن : الله أكبر .. كان يشعر ان اذان الفجر يختلف  بقية الاوقات ,, انه يتخلل مسام جسده  ,, يرن صداه فى عقله  ويملأ قلبه, كان يمنحة احساسا محتلفا يشعره انه اكثر قربا من الله, وأقدر على مناجاته
وعندما يدخل المسجد كان يقف فى الصف الاول ليكون قريبا من الامام , لتنساب آيات القرآن من فمه الى اذنييه لتملأ قلبه وتشرح صدره..
لم يتصور يوما ان تسوقه قدماه الى نفس المكان ..لقد تخيل ان مجرد الوصل لوظيفة محترمة ومركز مرموق هو امان .. من الخوف . ولكن الحياة بخيلة فى العطاء الا فى مشاعر الخوف .. .
ازمة اقتصادية عالمية .. هبوط البورصة ,, ارتباك على متسوى الافراد والشركات جعل موقفه المالى حرجا ..
سنوات عديدة مرت لم يعرف الراحة , .. حتى وجد لنفسه مكانا فى عالم المال والاعمال . والآن كل ذلك اصبح مهددا .. ولا أحد يعلم متى تنكشف هذة الغمة .
 وسأل نفسه مرة أخرى اين المقعد الحجرى الذى كنت اتكوم عليه؟؟
وشعر بالافتقاد للمقعد .. أو ربما للسكينة . التى تولدت فى عقله الباطن من اجتياز التجربة أو الامتحان بنجاح  ,كان فى حاجة  لما يطمأنه .وتأمل الجالسين حوله للمرة الاولى منذ وصوله المقهى , ووجد معظمهم يشبهونه يوم كان يقطن هذا الحى , وفى هذه اللحظة ارتفع الاذان .. يكاد يكون نفس الصوت .. ولكن لا يهم الصوت , المهم الاذان نفسه . الله اكبر . وابتسم للحظة وشعر بالغباء .. لقدساقه التعب و الخوف الى هنا  ليقلب فى ذكريات ووجوه ,و يبحث عن  مقعد خلعه الحى من مكانه لسبب مجهول ., ولم يلتفت الى ان الشئ الوحيد الذى بقى فى مكانه , هو المسجد  وان الصوت الازلى الذى طالما بعث السكينة فى نفسه ,, هو صوت الاذان
لكنه لم يفهم الرسالة .لقد عاد لنقطة البداية بعد ان طارت به الايام واجزلت له العطاء , فنسى كيف بدأ ,فساقته قدماه الى هنا. من اجل المكان .. ومن اجل استحضار اللحظة .,لحظة التنوير لأشياء موجوده أمامة لكنه انشغل عنها .. موجوده فى كل مكان ,ولكن هنا تذكر البداية وانه لم يكن شيئا ..
ونهبض مسرعا الى مكان الوضوء .ثم احتل الصف الاول  خلف الامام وترك ايات الذكر تنساب الى اذنيه, فقلبه ,ليجد لسانه يبتهل من جديد بدعاء سيدنا يونس .. لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين .. فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنبن.

Friday, 17 October 2014

المسبحة ..أيقونة الحب والتضحية


إن الساعات التي قضيتها معكِ يا قلبي الحبيب..تتمثل لي كعقد من اللالئ.. أعدها، واحدة فواحدة..إنها مسبحتي..كل ساعة لؤلؤة.. وكل لؤلؤة أدعية..إني لأناجي كل حبة، حتى آخر الحبات..لأجد في نهايتها.. محراب حبنا!إني أقبل كل حبة وأسعى جاهدة لأتعلم..كيف أقبل محراب حبنا !.
أغنية غنتها النبيلة جين شامبيون في حفلة جمعت بين مجموعة من الصديقات، فكانت البداية لقصة حب فريدة بين جين شامبيون , جارث دالمين الرسام  شديدالوسامة واسع الثراء ..أحبها فجأة فلم تثق فى حبه .
إنها جين العجوز ,كما كانوا يسمونها لأنها رزينة و تسدى النصيحة لجميع أصدقائها بما فيهم جارث
صدمته رغم حبها له .وعندما تقدم للزواج منها .. وصفته بأنه صبى لا يليق بها . فهى تعلم حبه الشديد للجمال , فى حين انها عادية الجمال , و خافت ان تظلمة بالحياة معها .
جارث أحبها فى لحظة ,عندما سمع صوتها لأول مرة , واكتشف عذوبة روحها .
فقال لها وهو يمسك يديها بين يديه  :لقد أزحتِ القناع .. فإذا بي أنفذ إلى الأعماق !
فى الوقت الذى تتأمل فيه جمالها العادى قوامها الممتلئ فى المرآه ,لتوقظ نفسها من سكرات الحب   ,و تتظر ليديها الكبيرتين وتسخر منهما لتقرر فى النهاية أن توجه له الاهانة ليبتعد عنها .
ويرحل كل منهما , ويصاب جارث فى حادث يفقده البصر , وتبحث هى عن وسيلة لتقدم نفسها له كممرضة لتلازمه وتنجح فى ذلك .
قد بيدو ذلك دربا من الخيال ألا يعرف صوت حبيبته وصديقته , و لكن الكاتبة قدمته بشكل بارع
فإخلاصها فى استخدام ذكائها لتساعد حبيبها الرسام عى الحياة بدون رؤية .. كانت مدهشة
والطريقة التى أثبت لها بها أنه أحب روحا وعقلا .. عندما أكتشفت فى (مرسمة) لوحات صورها فيها كزوجة وام .. كانت رائعة .
لمسات حانية صاغتها الكاتبة فى أجداث الرواية مثلا : اعتمدت على الرسائل كوسيلة للتواصل بين جين وجارث ,وجعلت الممرضة التى هى جين تقرأ الرسائل فخلقت مفارقات مفعمة بالشاعرية .
و عندما سافرت جين فى إجازة من عملها كممرضة ..لتعيش منفردة معصوبة العنين ,لتجرب الظلام الذى يعيشه حبيبها  و لتبتكر طريقة تساعده بها
 ..وكما احبها ,بلا جمال , احبته  ,بلا بصر.. فالحب ينير القلوب.
فلورنس باركلى صاغت روايتها كتابة ورسما و عبيرا يفوح من الكلمات حتى يعجز القارئ أحيانا  عن تذوقة  لمرة واحدة ,, فيعيد القراءة مرات عديدة , وسكبت فى الحوار  فيضا من معانى الحب والإخلاص والتضحية يدخل القارئ أجواء من السكينة والنقاء.. يصعب عليه معه مفارقة الكتاب.

Thursday, 16 October 2014

الأديب : محمد عبد الحليم عبد الله .. صاحب : شجرة اللبلاب وغصن الزيتون . شاعر الرواية العربية

محمدعبد الحليم عبد الله ..هو أحد أهم وأبرز كتاب الرواية في الأدب العربي الحديث .. ويعد من أكثر الروائيين العرب
الذين تحولت رواياتهم لأفلام سينمائية ، نظرًا لما تتمتع به رواياته من غنىً وثراءٍ في البيئة والأحداث والشخصيات .. وعاصر عمالقة الرواية العربية وأدبها :
نجيب محفوظ ، يوسف السباعي ، محمود تيمور ، توفيق الحكيم ، إحسان عبد القدوس ، طه حسين ، إبراهيم المازني ، عباس محمود العقاد ، عبد الرحمن الشرقاوي …
وقد ميّز في مجمل أعماله بين الحب العفيف النقي البريء ، والحب الماجن بمعانيه المختلفة .. وكان يتسامى ويترفع عن الابتذال والفحش ، ويعبّر بصدق وعفوية وطهارة عن بيئته ومجتمعه ، كونه عمل لسنوات طويلة في مجمع اللغة العربية في القاهرة ، حتى غدا رئيسًا لتحرير مجلة المجمع ..
ولد الروائي الأديب محمد عبد الحليم عبد الله عام 1913 في إحدى قرى محافظة البحيرة في مصر ، وتوفي ودفن فيها عام 1970 ، في عز نضجه وعطائه الغزير ..
ترك للمكتبة العربية أعمالا روائية وقصصية عديدة ،منها :
شجرة اللبلاب ، لقيطة ، للزمن بقية ، سكون العاصفة ، حلم آخر الليل ، حافة الجريمة ، غصن الزيتون ، بعد الغروب ، أسطورة من كتاب الحب ، أشياء للذكرى ، الوشاح الأبيض ، ألوان من السعادة ، النافذة الغربية ، الماضي لا يعود ، الجنة العذراء ، البيت الصامت ، الباحث عن الحقيقة ، غرام حائر ، 
قصة لم تتم ، شمس الخريف ، الضفيرة السوداء … وغيرها

تحولت العديدمن رواياته الى افلام سينيمائية ومسلسلات تليفزيونية.. مثل لقيطة, شجرة اللبلاب ,غصن الزيتون . الليلة الموعودة , سكون العاصفة .

لقب بأبو الجوايز .. فقد حصل على جائزة مجمع اللغة العربية عن أولى رواياته لقيطة  , عن جائزة الدولة عن شمس الخريف ودارالهلال عن  قصة ابن العمدة ,وجائزة وزارة المعارف عن رواية بعد الغروب


صفحة الاديب على فيس بوك  https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/154450087920457?sk=photos_stream

Tuesday, 14 October 2014

إذا كنت كريما ... فاحذر

لا تعاشر اراذل الخلق (اختياريا ) حتى لاتجد نفسك عاجزا عن معاملة الاكرمين .
كثيرون هم من اختاروا ان يرتبطوا بأشخاص على درجة من التدنى  الانساني . بزعم انهم سيكونون تحت السيطرة , لن يستطيعوا ان يفتحوا اعينهم فيهم (عينهم مكسورة )
ليفاجئوا بعد ذلك انهم يعيشون حربا خفية اشبه بحروب الجوارى والاغوات فى القصور الملكية طيلة حياتهم ., وانهم ان يهنئوا ابدا . فلا القصور ارتقت باخلاق الجوارى والاغوات , ولا سكانها سلموا من شرورهم , ولا اسكتهم معروفهم , بل كل يوم يزدهم حقدا لانهم ارذل الخلق و لن يكفوا عن حسدهم ولم يتعلموا ان يحمدوا الله .
وتبقى ا(الوقيعة ) حيلة الخسيس حتى يضمن البقاء .. وما ان ينكشف امره حتى يطيح السيد بالمذنب والبرئ على حد سواء . وبمرور الوقت لايحسن معاملة الاكرمين فقد اعتاد القسوة واكتسب من الاراذل تبلدهم .
ان اخترت صحبة اراذل الخلق .. سيفر منك كريمهم .
        

Sunday, 12 October 2014

مصرع .. ريا وسكينة


وظلت العروسة الريفية "محبوسة "فى الغرفة ليوم أو أكثر .. فلم اشعر انها عروستى حتى أحملها أو أسميها , لكنها كانت من وجه نظرى كائن قبيح مشوه لا يرضى غريزة الأمومة عندى .
ولكن سكان منزل (البلد) كان لهم رأى آخر ..لقد رأوها جميلة .. نعم ..ج  م  ى ل  ة ..يا للعجب كيف هذا ؟؟ هنا مكمن اختلاف الثقافات , فهم جميعا من أبناء القرية وسكانها وعلاقتهم بمصر لا تتعدى الزيارات المتباعدة .. اذا .. لا عجب ان تكون العجوز فخورة هكذا.. فهى بذلك تملك ثروة .. فهى وحدها القادرة على صنع ذلك الكائن .. الذى بهر الجميع باستثنائى .
 ولكن " عمتى "  كانت مختلفة  فقد جمعت بين النشأة الريفية .. والإقامة الطويلة فى المدينة .. وتعرف عروستى فى مصر بشكل شخصى .. وقالت : خسارة العبى بيها هنا مع اصحابك لحد ما ترجعى مصر ولو حد سألك مين عملها ؟؟ قولى" زهرة" ..ده مش كدب .. انتى وعدتى انك ما تقوليش   .
وكانت " زهرة" تعمل فى منزل البلد وهى فى مثل عمر صانعة العروسة .. ومن اشد المعجبين بالعروسة ,,وكانت حاضرة المفاوضات وتعهدت بحفظ السر.
قبلت فكرة عمتى من قبيل استثمار الليلة حالكة السواد .. وبتشجيع عظيم من "زهرة"  التى رأت فى العروسة حلم طفولتها الضائع .. وقالت : لومش عيب كنت خرجت انا العب بيها ..
وحملت العروسة الثقيلة ,, خرجت بها ,, وكلى ترقب.. وما ان لمحتها البنات .. حتى سألن : مين عملها لك ؟؟
قلت: زهرة ... ولكنى ووجهت بالتشكيك ,.. رغم الاعجاب بها الذى وصل الى حد الهوس .. واخذن فى التضيق والالحاح ,وطلبن منى ان اقسم بأن  "زهرة "هى التى صنعتها .. ولحظتها قررت الهجوم .. واخذت العروسة وقررت  الانصراف عائدة للمنزل
..وفى لمح البصر تم انهاء النقاش .. قررن جميعا الاستمتاع "بست الحسن والجمال " وسألن ما اسمها؟؟ اجبت .. فلتسميها كل منكن كما تشاء .. واعتبرت البنات ذلك منحة عظيمة .
واذا بالكائن القبيح الذى اعتبرته انا "ريا وسكينة" ..يتحول الى قطة مدللة تحمل اسماء عديدة رقيقة ..ويودعنها بحزن ..ويستقبلونها  بلهفة ... اما أنا فكنت أعيش حالة  فخر .فأنا المالك الأصلى .. الذى له الحق فى ان يصطحب العروسة للمنزل ولا يفارقها لحظة ..ياللنعيم

كل هذة الاحداث دارت فى المربع الكائن امام بيت البد وياله من مكان حبيب ....حبى له يعادل حب البنات للعروسة  حب بلا منطق  وقد يرى البعض المكان قبيحا  .. لكنه ويوما كان جنتى الموعودة ..
هذا المربع كان يتيح لأمى مراقبتى من "شباك غرفتها " الذى يكشف الساحة بالكامل .. ولكن اين أمى من كل هذا ؟؟  كانت فى مصر .. لأول وآخرمرة تقبل ان تتركنى مع عمتى ,, مما أتاح لى تجارب فريدة ..لان عمتى كانت اكثر تساهلا من.. ماما ..وترى فى اللعب عملا مقدسا ,, فالاطفال خلقوا للعب لا للمذاكرة .. ولا لطاعة الأوامر  .. ما ابدعك يا عمتى ..
كل يوم كنت اقضيه مع عمتى كان يزيدنى جرأة على اللعب و كسر جميع القواعد المتعارف عليها . فرصة رائعة لاطلاق العنان للخيال  فكلما قلت (اللعب ) كلما زاد الخيال....و لودامت اقامتى هناك , ربما كنت حاصلة االآن على جائزة "نوبل " فى الادب ..
المهم ..جاء اليوم الموعود كنت العب مع البنات (استغماية) وانقطع سير (الصندل ) وبما انى كنت بالفعل حطمت قيودى .. فقررت خلع الصندل و أن العب (حافية )فى الشارع .. ماما فى مصر بقى ..وفى اقل من دقيقة دخلت (شظية )زجاج فى قدمى وأخذت تنزف بغزارة .. ولحظة صدمتى من مشهد الدم .. ظهر ابن عمى حاملا حقيبة سفره . وقد عاد لتوه من القاهرة .. ابن عمى هذا يعيش معنا فى منزل القاهرة .. يخضع  لتعليمات ماما وعمليات التعقيم التى تمر بها الملابس والطعام والبشر فى منزلنا .. وصرخ.. وصرخت ,,و حملنى وهو يسب ويلعن بعد أن القى الحقيبة على البوابة والقى بى على (الكنبة) ..والسب مستمرا وتفحص قدمى واخرج الشظية ..وسط صراخى وصراخه .. وبينما يحاول السيطرة على الدم النازف بغزارة من قدمى..  وجد العروسة ملقاه بجوارى على الكنبة .. مليئة بالقماش والقطن .. وبعزم شمشون .. مزق العروسة (المدكوكة ) بالقطن  وكبس الدم وبالقماش والقطن وصبغة اليود .. وانا اصرخ من الالم تارة. واتوسل أن يترك العروسة تارة أخرى  .. ورد بكلمة واحدة : اخرسى .. وخرست
ونظرت الى قدمى وجدتها لفت بعناية باحشاء العروسة .. بينما تقبع الذراعان والساقان على الكنبة  مع الرأس .
 واشار باصبعه فى حزم ستبقى فى السرير لحد ماترجعى مصر .
وغادر الغرفة .. وتركنى  باكية مع بقايا العروسة .,وانا اردد  :فى نفسى  :: من السيئ أن تتمزق هكذا .. ولكنى لم اكن انوى اصطحابها الى مصر ... انها مخجلة