كاتب رومانسى من طراز فريد انت يا أبى فلم تجعل المرأة تموت فى قصصك بجرائم شرف كالعديد من كتاب عصرك ؛ و لكنك رأيت فى الهجر سببا كافيا للموت .
كم هى قوية هذه المرأة التى انجبتك و شكلت وجدانك ؛ واتخذت قرارات مصيرية بشأنك ؛ و اعترفت للعالم بفخر أنك ورثت عنها حسها الفنى ؛ إنها أمك .
كم هى عظيمة رغم أنها فلاحة أمية عاشت فى قرية مصرية أوئل القرن العشرين لكنها علمتك الحب ؛ و فهمت منها معنى توأمة الروح ؛ و مبادئ الحلال و الحرام و فنون معالمة الناس بذكاء و براعة ؛ وأن تكون طموحا و أن تنصر المرأة دائما عندما تعيش فى المدينة فى بيت أحد أقاربك لأن ذلك سيجعل كل من الزوج و الزوجة يحبك . و عرفت كيف تزرع فى قلبك حب الخير و حب الضعفاء ؛ و كانت امك الدرس الاول فى حياتك فى حب المرأة و إعلاء شأنها ؛ فصرت نعم الابن ثم نعم الأخ ثم نعم الزوج و نعم الأب. و كأن القدر جعلك حارسا و راعيا لكل هؤلاء بل و لكل النساء عبر قلمك .
لم أنس دروسك فى الحب و الدين و الإنسانية رغم بساطتها لتناسب عقل طفلة ؛ و كلماتك الداعمة عن أهمية عقلى و ليس شعرى؛ و أن على أن اهتم بعقلى فلن يصلحه الكوافير ؛ ذلك لأن شعرى لم يكن ناعما مسترسلا كشعر أختى .
.مازلت سحابة القلق فى عينيك تلازمنى و تؤنسنى أستدعيها كلما كنت فى حاجة لها .
و أرى طيفك ياتى لزيارتى يحوم حولى و يرعانى لا يبتلعه الظلام ؛ واشم رائحة جسدك ؛ مختلطة بعطرك المميز ؛ كيوم ودعتنى وداعك الاخير ؛ فى ليالى أحس بك تقبع فى ركن ما ترقبنى متمهلا غير متعجل إلى أن اهدا و يزول همى ؛ تختار مكانا قريبا و كأنى المسك بعيني .
عندما يأتي. الليل ينام الناس ظنا منهم أن أحبابهم فى أمان ؛ أما الأطياف فإنهم يطوفون حول أحبتهم ليتأكدوا أنهم حقا فى أمان .
هذه ليست خرافات
أحبك يا أبى
No comments :
Post a Comment