اختيار صعب منذ الأزل ،أجاد الطغاة استغلاله .
الأطفال تركوا العصفوربن عندى على سبيل الأمانة لحبن عودتهم من السغر ،و لكراهتى لإقتناء الحيوانات و الطيور و ضعتهم فى المطبخ ..وبعد ظهور النمل مع حر الصيف، اضطررت لرش مبيد حشرى و خفت العصافير تموت ..انا مش نافصة ذنوب
قررت افتح شباك المطبخ و أضع القفص على السور الخارجى للشباك .
العصافير ارتبكت بشده و توقفت عن الرغى و الزقزقة و التقبيل .
كنت قد اكتشفت بالفعل ان العصفاير الملونة متغرعة تماما للحب:)
و اغتر العصفور الذكر و التصق بقضبان القفص المواجهه للشارع ..للفراغ ..و بقيت الأنثى على المرجبحة فى انتظار النتيحة ..
الذكر تشبثب بكل قوته بقطبان القفص يريد أن يزبحها من مكانها أو يحركها عسى ان يوجد ثغرة للفرار.والانثى لم تغير مكانها (ع المرجيحة ) .
وقفت أرقب المحاولات وتمنيت فى هذه اللحظة أن أكون (سيدنا سليمان) حتى افهم منطق الطير ..
لكنى تراجعت فورا..لانه مش ح ينوبنى غير وجع الدماغ و سماع الرغى و عبارات الحب و لن أخرج من التجربة لا بمنطق ولا فلسفة
.و أطلقت لخيالى العنان و تخيلت حوار العصفورين لقد أعطى الله لسيدنا سليمان ميزة فهم لغة الطير ..لكنه لم يحرمنى الخيال و حركة العصفورين توحى بما بقولان ..لقد حاباهما الله بصوت مرتفع قادر على ايقاظى من نوم عميق ..ولكن هذا الصوت لم يحقق أى إنجاز .فجأة شعر العصفورين بحركة قوية قطعت عليهما الزقزقة و القبلات ..و توقعا أن يكون أحدهم أخذ قرارت بحركة تنقلات جديدة
و انزعجا و اخذا فى الطيران بطول القفص و عرضة إنهما فى هذا البيت ينعمان بالهدوء و لا يتعرضان بشكل يومى لإزعاج الاطفال ااذين كانوا يقطنون عندهم من قبل ، خاصة ذلك الفتى الصغير الذى يكاد يقصى يومه معهم دافعا بيده داخل القفص لمسك بعنق احدهما و صارخا فى وجهه بصوت بشرى مزعج يتصور انه مزاحا أو مرحا .
و قال الذكر: ما الذى يحدث ؟ يبدو أن اصحاب البيت العقلاء قرروا إعادتنا لذلك المجنون.
ردت الأنثى : إذا لم يبق لنا مكانا بين بشر لا يطلبون مقابل لإطعامنا حماقة و لهوا ، لا أدرى كيف يسمح البشر لأنفسهم باقتناء طيورا جميلة ، ليتركوا اطفالهم عديمى التربية ليعرضوا امننا للخطر و يمدوا ايديهم بقسوة داخل بيتنا بلا استئذان فقط للتسلية .
رد الذكر : لا أحد فى عالم البشر يعطى طعاما بلا مقابل .
لانه فى النهاية بعد جميع محاولات الهرب من القفص من جانب الذكر ..عاد ووقف على المرجيحة بجوار الانثى التى لم تقترب أصلا من قضبان القفص المواجهة للفراغ .
لوهله أغرانى سلوك العصفور الذكر بفتح القفص و اطلاق سراحة ،و لكنى ادركت انى اقتله ..لانه لا يجيد الطيران خارج القفص ولم يتعلم كيف يطعم نفسه .
وأدركت أن العصفاير لا تختلف عن البشر ..وإذا خيرت بين الحرية والطعام الآمن ستختار الأمن و تترك الحرية ..وفهمت ان الطغاه" لعبوها صح" ..عندما سلبوا اليشر أرادتهم وجعلوا الطعام هو الحاكم و تجاهلوا تعليمهم آليه توفير الطعام ..وفهمت كيف صنع الانسان الشر .
وأخيرا اعدت العصافير الى مكانها داخل المطبخ ..فهى لن تموت من رائحة المبيد ..و لكن قد يقتلها أمل زائف تعجز عن تحقيقه لأنها لم تتعلم اساسا ان عليها تحقيقة .
والآن العصفورين مع بعض على المرجيحة فى أمان و الحمد لله.
No comments :
Post a Comment