عاشت مع ابنائها الثلاثة ام يائسة تفرغ طاقة غضبها يوميا فيهم بلا اسباب واضحة
حتى انهم يتندرون بأنها (تدق طبول الحرب) إيذانا بيوم عصيب
. تللك المرأة المسكينة لم تحب آخر
ولم تتزوج لتعيش فى كنف رجل يحميها من مشاعر القهر
التى احاطت بها نفسها وابنائها وكل من اقترب منها
, انها فقط تحولت الى( اذنين ) تنتظران عودة من صفق الباب لم يعد
نتتظران صوت ( المفتاح ) ليفتح باب حياتها الموصد .
هذه هى احدى بطلات رواية امريكية لاذكر اسمها , ولا اذكر بقية احداثها
ولكنى توقفت عند نموذج المرأة شديد السلبية التى نذرت حياتها
لانتظار (من لا بأتى ) ,
واختذلت وجودها وجميع حواسها فى.. اذنين
أذكر جيدا أنى اندهشت تماما من وجود هذا النموذج على هذه البقعة من الأرض (امريكا)
حيث الحرية بلا إطار , بلا ضوابط ..
لماذا مثلا لم تفكر البطلة ان تتخذ عددا من العشاق بدلا من الزوج المارق ؟؟
انه نمط متكرر فى الثقافة الامريكية والاوربية , وعند بنات البلد ايضا فى الحارة المصرية
وإن كان فى اطار الزواج وفى ظل المثل القائل (ايش عملت الحرة ؟؟ اتطلقت واتجوزت )
لماذا لم تولد مشاعر القهر ,,ثورة ,, فحزن ,, فكراهية ؟؟؟
لقد استعصى ذلك حقا على فهمى و تحليلى ..فالانسان عموما يغضب ..ثم يغضب
حتى يكادينفجر قلبه حسرة من الغدر والاهانة ..بعدها يستغرق فى موجة حزن
ويشتد الحزن لحد وصول الروح للحلقوم .. فليس هناك قاتل ابرع من الحزن
فى هذه اللحظة لا يبقى امام الانسان سوى الاختيار :إما الموت , أوالحياة
كثيرون ماتوا ,,ولكن يبقى دائما عدد الناجين أكثر , لسبب بسيط هو ان البقاء
هو الفطرة , يظل الفناء هو الاستثاء ..ولم يخلق الله دواء للغضب كما خلق دواء
للحزن .
دواء الحزن .. النسيان . فهو الكائن الوحيد الذى يولد كبيرا , وبمرور الزمن
يصغر ويتلاشى . تلك هى عناية السماء التى تقود مشاعرنا فى اتجاه الحزن
بعيدا عن الغضب .
لقد استعصى على فهمى وتحليلى أن تبقى البطلة حزينة سنوات عديدة
وتعيش مع حزن لا يفضى لموت , وتعيش مع حزن لا يتلاشى مع الزمن
ثم يتحول لكراهية أو فراغ
وأن تبقى تسيئ لضحايا مثلها , لأبنائها , و ترفض التغير
الانتحار انتظارا
..معنى غريب .. اشبه بمسخ صنعه عالم مجنون من
نوعين من الكائنات غير القابلة للتزاوج أو التمازج
هل الحياة هينه لدرجة ان يفسدها رجل ؟؟
. رحل ...ليعربد .. أو لانه عشق أخرى أو لانه قرر ان يفعل ذلك
وكفى .
لماذا نترك مشاعرنا (للصدأ) مع ان الله خلقها لامعة ؟؟؟
لماذا نحكم على انفسنا ( بالذل ) رغم اننا خلقنا أحرارا ؟؟
لماذا نقرن الحرية (بالعهر) مع ان لها معانى عديدة علمها
الله للطيور فى السماء ,, وللوحوش فى البرية ؟؟
والأرقى و الأبقى للإنسان الذى ارسل له الرسل
ليوحد الله ويعبده , ويعى أن روحه ملكه وحده
لماذا نصنع صنما من الحجر , أو من الشيكولاتة .. قابل للكسر
أو الأكل .. لنرهن اعمارنا امامه فى رحلة من التأمل الغبى
والانتظار العقيم ؟؟
ولكن هل حزنت البطلة حقا ؟؟ أم ان مشاعرها توقفت بها عند الغضب ؟؟
الحزن يشفى أما الغضب .. فلا .
لقد عاشت غاضبة