أبى
علام ننظر سويا ؟ الى ماذا ترشدنى ؟
الى الدرب الوعر ؟
كل ما لقنتنى إياه من قيم كان وعرا ، كل ما ورثته عنك من صفات ، يزيد الدرب وعورة و يجعل المشهد أكثر ألما .
كم كان وجهك هادئا مبتسما و أنت تتطلع لطريق "ربما هو مستقبل أيامى " بينما تتملكنى مشاعر رعب أخفيها عن الكاميرا بنظرة ساهمة .
القدر حسم كل شىء
نعم ..إنها ليست مجرد صورة لمجلة التقطها رجل محترف
و لكنها صورة صنعها القدر ، لرجل يرحل، و يشير لطفلة بائسة نحو طريق ، ربما يراه هو ممهدا آمنا .و لكن الطفلة رأته بعين ملاكها الحارس ..رأته قاسيا مليئا بالفخاخ .
أنها مسيرة حياتى ..على دربك.
ربما ذراعك التى تحملنى منحتك الأمل ، وهى نفس الذراع التى تشبثبت بها بذعر ، فإن افلتها وقعت .
لم ينتابنى شك للحظة أن تكل ذراعك من حملى ، أو أن أسقط منك سهوا ، فلم اتخيل أنك تسهو كسائر البشر ..و لكنى توقعت أن السقوط سيكون حتما خطأئى.. فلم اتوقع منك الخطأ أو التخلى او حتى النسيان .
ولن تفلتنى ذراعك طلما تتردد انفاسك فى صدرك .تلك كانت عقيدتى ولم تزل .
تصورت قديما أنى مجرد طفلة تضع أباها فى منزلة الأنبياء ، و لكن بعد أن منحتنى الحياة الكثير من النضج على نار لا تخبو ..أدركت أنها الثقة .
و أدركت أنك الوحيد فى الكون الذى إذا منحنه هذه الثقة ردها اليك ثقة .و حبا ..وأمنا .. سعادة ..و أملا لا يزرعه بكلمات جوفاء ، بل بعمل قد يكلفه دمه .
فأنا الأهم .. شعور لم أختبره إلا معه .
كم اشتقت لذلك الشعور ..أن اكون الأهم فى هذا الكون .
لا أدرى هل الومك على عطائك الذى لن يجود بمثله الزمان ثانية رغم روعتة..
ألم يكن من الأفضل أن أعتقد ان وجود امثالك مجرد خرافة ، و أحاديث من نسج الخيال يرددها الناس عن أحبابهم الراحلين ليصنعوا لأنفسهم تاريخا أنسانيا مشرفا ؟
أم الومك على انك خلقت هكذا؟ أم انك اورثنى بعضا من إحساسك و قدرتك على أن ترعى و تعتنى ؟.
أم رغبتك فى أن يسير أحد أبنائك على دربك ، و جاء ذلك من حظى .
ربما تصورت أن القدر سيجود على بذراعك فترة أطول لكنه لم يكتب لنا ذلك.
كل ما بقى لى خيالات تقبع فى كل ركن من المنزل ، و حكايات تتردد من آن لآخر لتحارب النسيان ، و سنوات تمر ليشيخ معها القلب ، قبل الملامح ، هو مازل يهفو لنعيم مشهد مفعم بالإنسانية ، تذوقة قليلا ليرحل سريعا ، بلا أمل فى التكرار .. جاء ليثبت نظرية أنه انقرض و ان البعد يزيد الشوق ..لا يمنح راحة النسيان بشكل كاف كما يتصور البعض أو كما يشعر البعض.
أبى اشتقت لملامح وجهك ،رائحتك ، انفاسك و صوتك يملؤن أرجاء الدنيا ..اشتقت لو قع أقدامك على ارض البيت ، نظرة الهلع التى كانت تطل من عينيك كلما رايتنى ضعيفة أو خائفة .
فروضت نفسى على ألا اضعف ولا أخاف .. فقط أتذكر أننى ابنة رجل كره الخوف و اعتبر أنه يقف خلف كل الخطايا .
أصبحت قوية واثقة أو هكذا يقولون عنى ..لكنى مازلت أحتاج صدقك و قوتك و حنانك وذراعك التى لم تفلتنى يوما ، قلبك الذى لطالما أحس بى دون أن انطق، و نظرة عينيك و تقطيبة جبينك التى تحذر و تهدد و تنصح .
اشتقت لأن أكون الأهم عند أحدهم . اشتقت الى أن أترك نفسى لأعيش فى حماية و حب ، بلا تخلى ، بلا غدر
ولكن كل ذلك لا يقوى على امتلاكه سوى أبى ، و لا منحه سوى أبى .
كم أشتاق لأبى .
حنان عبد الحليم عبد الله
علام ننظر سويا ؟ الى ماذا ترشدنى ؟
الى الدرب الوعر ؟
كل ما لقنتنى إياه من قيم كان وعرا ، كل ما ورثته عنك من صفات ، يزيد الدرب وعورة و يجعل المشهد أكثر ألما .
كم كان وجهك هادئا مبتسما و أنت تتطلع لطريق "ربما هو مستقبل أيامى " بينما تتملكنى مشاعر رعب أخفيها عن الكاميرا بنظرة ساهمة .
القدر حسم كل شىء
نعم ..إنها ليست مجرد صورة لمجلة التقطها رجل محترف
و لكنها صورة صنعها القدر ، لرجل يرحل، و يشير لطفلة بائسة نحو طريق ، ربما يراه هو ممهدا آمنا .و لكن الطفلة رأته بعين ملاكها الحارس ..رأته قاسيا مليئا بالفخاخ .
أنها مسيرة حياتى ..على دربك.
ربما ذراعك التى تحملنى منحتك الأمل ، وهى نفس الذراع التى تشبثبت بها بذعر ، فإن افلتها وقعت .
لم ينتابنى شك للحظة أن تكل ذراعك من حملى ، أو أن أسقط منك سهوا ، فلم اتخيل أنك تسهو كسائر البشر ..و لكنى توقعت أن السقوط سيكون حتما خطأئى.. فلم اتوقع منك الخطأ أو التخلى او حتى النسيان .
ولن تفلتنى ذراعك طلما تتردد انفاسك فى صدرك .تلك كانت عقيدتى ولم تزل .
تصورت قديما أنى مجرد طفلة تضع أباها فى منزلة الأنبياء ، و لكن بعد أن منحتنى الحياة الكثير من النضج على نار لا تخبو ..أدركت أنها الثقة .
و أدركت أنك الوحيد فى الكون الذى إذا منحنه هذه الثقة ردها اليك ثقة .و حبا ..وأمنا .. سعادة ..و أملا لا يزرعه بكلمات جوفاء ، بل بعمل قد يكلفه دمه .
فأنا الأهم .. شعور لم أختبره إلا معه .
كم اشتقت لذلك الشعور ..أن اكون الأهم فى هذا الكون .
لا أدرى هل الومك على عطائك الذى لن يجود بمثله الزمان ثانية رغم روعتة..
ألم يكن من الأفضل أن أعتقد ان وجود امثالك مجرد خرافة ، و أحاديث من نسج الخيال يرددها الناس عن أحبابهم الراحلين ليصنعوا لأنفسهم تاريخا أنسانيا مشرفا ؟
أم الومك على انك خلقت هكذا؟ أم انك اورثنى بعضا من إحساسك و قدرتك على أن ترعى و تعتنى ؟.
أم رغبتك فى أن يسير أحد أبنائك على دربك ، و جاء ذلك من حظى .
ربما تصورت أن القدر سيجود على بذراعك فترة أطول لكنه لم يكتب لنا ذلك.
كل ما بقى لى خيالات تقبع فى كل ركن من المنزل ، و حكايات تتردد من آن لآخر لتحارب النسيان ، و سنوات تمر ليشيخ معها القلب ، قبل الملامح ، هو مازل يهفو لنعيم مشهد مفعم بالإنسانية ، تذوقة قليلا ليرحل سريعا ، بلا أمل فى التكرار .. جاء ليثبت نظرية أنه انقرض و ان البعد يزيد الشوق ..لا يمنح راحة النسيان بشكل كاف كما يتصور البعض أو كما يشعر البعض.
أبى اشتقت لملامح وجهك ،رائحتك ، انفاسك و صوتك يملؤن أرجاء الدنيا ..اشتقت لو قع أقدامك على ارض البيت ، نظرة الهلع التى كانت تطل من عينيك كلما رايتنى ضعيفة أو خائفة .
فروضت نفسى على ألا اضعف ولا أخاف .. فقط أتذكر أننى ابنة رجل كره الخوف و اعتبر أنه يقف خلف كل الخطايا .
أصبحت قوية واثقة أو هكذا يقولون عنى ..لكنى مازلت أحتاج صدقك و قوتك و حنانك وذراعك التى لم تفلتنى يوما ، قلبك الذى لطالما أحس بى دون أن انطق، و نظرة عينيك و تقطيبة جبينك التى تحذر و تهدد و تنصح .
اشتقت لأن أكون الأهم عند أحدهم . اشتقت الى أن أترك نفسى لأعيش فى حماية و حب ، بلا تخلى ، بلا غدر
ولكن كل ذلك لا يقوى على امتلاكه سوى أبى ، و لا منحه سوى أبى .
كم أشتاق لأبى .
حنان عبد الحليم عبد الله