مهند و إبراهيم
و
كريم
عند سوبر ماركت سعودى فى ميدان سفكنس لاقيت ولدين زى القمر قاعدين على الباب لما قربت منهم الكبير قالى: هاتى جنيه
ساعتها دققت فى وشهم لاقيته "ملحوس" من طول القاعدة فى الشارع مع انهم لابسين "سويترات" كحلى شبه بعض شكلهم جديد و نضيف و الولدين قاصين شعرهم الناعم قصة حلوة ..الولدين ملامحهم (إطالية) جميلة سبحان الله رديت عليه قلت له :
لا مش حأديك جنية ده أخوك ؟
قالى : ايوة
اسمه إيه ؟
قالى : إبراهيم
و انت ؟
قالى : مهند
فين ابوك و أمك ؟
قالى : نايمين فى الشارع قدامك.
مش ح أديك جنية ، أنا ح أدخل معاكو تشترو اللى تختاروه من السوبر ماركت
قالى : مش ح يرضوا يدخلونا .
لأ أنا ح أدخلك .
و قبل ما أخلص الجملة لاقيت شاب فى التلاتين بالكتير ظهر و وقف جنبى ، قلته انت ابوهم ؟
قالى : ايوة
الولد بص له علشان هو سمع انى عايزاهم يدخلوا معايا السوبر ماركت ..قلت له : انت بتشتغل إيه؟
قال : سايس جراج
ممكن يدخلوا معايا اشترى لهم حاجة ..؟
ساعتها مهند رد وقال:
مش ح يرضوا .
ابوه قال : لا مادام معاها ح يرضوا ممكن تدخلوا معاها .
الولدين قاموا و مسكت كل واحد فى إيد و قلت للراجل اللى على الباب ح ادخلهم معايا ابتسم و سابنا ندخل .
أول ما دخلنا لاقيت الولدين تحولو لجوز "معيز " و هاتك يا تنطيط ووحسيت انهم ح يهدوا اى حاجة مرصوصة فى السوبر ماركت و قررت إن مسك الإيد مش كفاية و فهمت إن ابتسامة الراجل اللى على الباب مش طيبة و تسامح دى إنذار و معناها " ليلتك سودا" و قررت إنى أمسك الولدين من (فقاهم ) واكتشفت إن دى الطريقة الوحيدة اللى ممكن اسيطر بيها على حركتهم .
الولد الكبير "مهند" طلب نوع من الشيكولاته المستوردة شبه الجنيهات الدهب ..و انا طبعا رفضت
راح من نفسه فى اتجاه اللبن اللى بالشيكولاته و أخد علبة بعد ما تأكد من وجود الشفاطة . عزمت على الصغير بلبن رفض و قررالذهاب فى اتجاه تلاجة الأيس كريم .
كل ده و انا ماسكة الولدين من قفاهم والى رايح واللى جاى بيتفرج علينا و كل العمال عارفينهم و بيضحكوا.
و انا ماسكاهم من قفاهم لاحظت النظافة ..هم صحيح وشهم "ملحوس" لكن ريحتهم نضيفة و ملابسهم كلها نصيفة و غالية ..واضح ان حد"ابن حلال " اشترى لهم ملابس شبه بعض.
دخل إبراهيم الصغير بجراءة على تلاجة الأيس كريم و مد إيده على نوع من الاستيك مستورد ..لكن مهند قاله : سيبه ده غالى
و اختار مهند كونو مصر ى رخيص و إبن حلال .
حسيت أنى صعبت على الولد و فهم اننا فى آخر الشهر و لسه القبض ما نزلش، لأنه بياخد لفة فى البنوك علشان يعمل شوية فوايد قبل ما نقبضه زى كل شهر ..و ده رد فعل لرفضى شراء الشيكولاته المستورده فى اول الجولة ..وصعبت عليه نفسىو رفضت إنى أكون محل شفقة من طفل المفروض إنه" مشرد" .
قلت لإبراهيم بكل كبرياء : لا يا حبييى أختار اللى نفسك فيه .
و اختار الأيس كريم المستورد، و فى أقل من ثانية أخد مهند واحد زيه بعد ما رمى الكونو المصرى الرخيص إن الحلال .
وطبعا ما فتحتش بو قى بحررررف.
و قررت العودة و لفيت فى اتجاه الكاشير ..قام مهند شاور لى على مكاينة معلقة فى الحيطة أول مرة آخد بالى منها و قالى : يلا نضرب اللى اشتريناه هنا .
قلت له : لأ انا ح اضربه ع الباب عند الكاشير ..
ده طبعا علشان افهم الطفل اللى المفروض إنه "مشرد" انى عارفة الماكينة دى بتعمل إيه وإلا سمعتى ح تكون سيئة جدااا فى اوساط المشردين .
وبعد ما كنت سبتهم يختاروا و حررت قغاهم من قبضتى علشان اساعدهم فى الاختيار لاقيت رفص (المعيز) رجع لهم تانى و قررت أحكام قبضتى على فقا مهند وإبراهيم مرة أخرى.
رجع إبراهيم فى كلامه و قرر انه ياخد علبة لبن بالفراولة مش بالشيكولاته زى مهند ، لانه من الواضح إنه صاحب ذوق مميز و شخصية مستقلة من البداية .
و فى طريقى للكاشيرقلت لهم : طبعا ما فيش مدارس خالص
بصوا لى الاتنين و ماردوش .
وصلنا الكاشير و كان فيه ست بتحاسب و كل مشترياتها مرصوصة ، و بمنتهى الجراءة حط مهند الابس كريم واللبن فوق مشتريات الست و قال : يالا حاسب على دول .
قلت له: نزلهم و استنى لما طنط تحاسب ..و نزلهم .
الست قالت بمنتهى اللطف : خليه يحاسب .
قلت: لا لازم يحترم النظام و يقف فى الدور
حاجات الست كانت كتير و إبراهيم الصغير زهق و بدأ يحط الأيس كريم و علبة اللبن على مشتريات الست ..الشاب الكاشير قال : نزلهم يا إبراهيم
ساعتها فهمت إنهم زباين و إن المشهد ده متكرر بدليل معرفة مكان و أسعار البضايع اللى تهمهم بدفقة و معرفة الكاشير بأسمائهم ..و فرحت .
ولكن أحكمت قبضتى على قفا الولدين لانى حسيت انهم مش أمان ..و حاسبت بالفيزا لاننا فى آخر الشهر و القبض لسه مانزلش ..و طلع فعلا الأيس كريم غالى ..بس بالهنا والشفا .
و خرجت لاقيت ابوهم يحوم حول المكان و شكرنى و قلت له مش حرام عليك العيال دى ماترحش مدارس ؟
قال : مش لما يلاقوا سكن الاول احنا عايشين فى الشارع فى البرد .
نظرت للأب نظرة متفحصة و لاقيت إنه لابس سويتر كحلى برضه زى الولدين و حالق شعره و حالق دقنهو شعره بشكل مهذب و غير عشوائى و شكله انضف من ولادنا "لامؤاخذه" و قلت: فين أمهم
قال : ماتت ..هم كانوا عايشين معاهاو واخده بالها منهم ، و بعد ما ماتت عاشوا معايا فى الشارع .
من وقت قليل مهند قالى إنها نايمة فى الشارع و شاور لى عليها ..لحقت ماتت؟ 🤔
ما ناقشتش و طبعا كلنا فاهمين إن المناقشة فى الأحوال اللى زى دى غير مجدية و سألته قبل ما أمشى : أنت أسمك إيه ؟
قال : كريم
انتو فى المكان ده على طول يا كريم
قال: ايوة
وقررت الانصراف و اصر كريم على انه يعدينى الشارع و انا كل شوية اشده من السويتر الكحلى لانه تقريبا كان بيرمى نفسه قدام العربيات ..مش علشانى طبعا لكن علشان هو كده .
ودعته و رحت ابحث عن القهوة اللى دخلت سعودى اساسا علشانها ..اشترتها و رجعت ..
لاقيت مهند و أبراهيم و كريم واقفين جنب عربية حلوة و كريم بيوقف الشارع للعربية علشان تطلع و ألولدين بياكلوا الأيس كريم و بيقولو للى سايق العربية "هات جنيه"
و فكرت بينى و بين نفسى يا ترى الراجل عارف تمن الأيس كريم ؟ و يا ترى ح يديهم الجنيه؟ و قلت : حلو بدأوا بالأيس كربم علشان يشربوا اللبن قبل ما يناموا 😂
المشهد كله كان كوميدى و نسانى حاجات كتير تعبانى ..الحمد لله انى اتأكدت إن الأسرة المسلية كلها موجودة فى المكان ده على طول بما فيهم الأم اللى بتموت و تصحى و أنى ممكن اقضى معاهم ال(ويك إند)
وفكرت كمان إن الولدين الأذكيا واللى دمهم خفيف دول مكن حد يشدهم من قفاهم و يخليهم يروحوا مدرسة لانى مش مصدقة إنهم بلا مأوى ...لكنى مصدقةإن كريم والد مهند و إبراهيم مش خاطفهم ولا مأجرهم ..لأنه فعلا حنين عليهم وابيلاقوا معاملة طيبة منه و أمهم اللى مش مقررة ح تعيش او تموت ومن سكان المنطقة اللى أثق تماما إنهم طيبن و أثر كرمهم واضح على الأسرة كلها.
ولاقيت نفسى باغنى ..
مصر جميلة ..مصر جميلة ..خليك فاكر مصر جميلة
و
كريم
عند سوبر ماركت سعودى فى ميدان سفكنس لاقيت ولدين زى القمر قاعدين على الباب لما قربت منهم الكبير قالى: هاتى جنيه
ساعتها دققت فى وشهم لاقيته "ملحوس" من طول القاعدة فى الشارع مع انهم لابسين "سويترات" كحلى شبه بعض شكلهم جديد و نضيف و الولدين قاصين شعرهم الناعم قصة حلوة ..الولدين ملامحهم (إطالية) جميلة سبحان الله رديت عليه قلت له :
لا مش حأديك جنية ده أخوك ؟
قالى : ايوة
اسمه إيه ؟
قالى : إبراهيم
و انت ؟
قالى : مهند
فين ابوك و أمك ؟
قالى : نايمين فى الشارع قدامك.
مش ح أديك جنية ، أنا ح أدخل معاكو تشترو اللى تختاروه من السوبر ماركت
قالى : مش ح يرضوا يدخلونا .
لأ أنا ح أدخلك .
و قبل ما أخلص الجملة لاقيت شاب فى التلاتين بالكتير ظهر و وقف جنبى ، قلته انت ابوهم ؟
قالى : ايوة
الولد بص له علشان هو سمع انى عايزاهم يدخلوا معايا السوبر ماركت ..قلت له : انت بتشتغل إيه؟
قال : سايس جراج
ممكن يدخلوا معايا اشترى لهم حاجة ..؟
ساعتها مهند رد وقال:
مش ح يرضوا .
ابوه قال : لا مادام معاها ح يرضوا ممكن تدخلوا معاها .
الولدين قاموا و مسكت كل واحد فى إيد و قلت للراجل اللى على الباب ح ادخلهم معايا ابتسم و سابنا ندخل .
أول ما دخلنا لاقيت الولدين تحولو لجوز "معيز " و هاتك يا تنطيط ووحسيت انهم ح يهدوا اى حاجة مرصوصة فى السوبر ماركت و قررت إن مسك الإيد مش كفاية و فهمت إن ابتسامة الراجل اللى على الباب مش طيبة و تسامح دى إنذار و معناها " ليلتك سودا" و قررت إنى أمسك الولدين من (فقاهم ) واكتشفت إن دى الطريقة الوحيدة اللى ممكن اسيطر بيها على حركتهم .
الولد الكبير "مهند" طلب نوع من الشيكولاته المستوردة شبه الجنيهات الدهب ..و انا طبعا رفضت
راح من نفسه فى اتجاه اللبن اللى بالشيكولاته و أخد علبة بعد ما تأكد من وجود الشفاطة . عزمت على الصغير بلبن رفض و قررالذهاب فى اتجاه تلاجة الأيس كريم .
كل ده و انا ماسكة الولدين من قفاهم والى رايح واللى جاى بيتفرج علينا و كل العمال عارفينهم و بيضحكوا.
و انا ماسكاهم من قفاهم لاحظت النظافة ..هم صحيح وشهم "ملحوس" لكن ريحتهم نضيفة و ملابسهم كلها نصيفة و غالية ..واضح ان حد"ابن حلال " اشترى لهم ملابس شبه بعض.
دخل إبراهيم الصغير بجراءة على تلاجة الأيس كريم و مد إيده على نوع من الاستيك مستورد ..لكن مهند قاله : سيبه ده غالى
و اختار مهند كونو مصر ى رخيص و إبن حلال .
حسيت أنى صعبت على الولد و فهم اننا فى آخر الشهر و لسه القبض ما نزلش، لأنه بياخد لفة فى البنوك علشان يعمل شوية فوايد قبل ما نقبضه زى كل شهر ..و ده رد فعل لرفضى شراء الشيكولاته المستورده فى اول الجولة ..وصعبت عليه نفسىو رفضت إنى أكون محل شفقة من طفل المفروض إنه" مشرد" .
قلت لإبراهيم بكل كبرياء : لا يا حبييى أختار اللى نفسك فيه .
و اختار الأيس كريم المستورد، و فى أقل من ثانية أخد مهند واحد زيه بعد ما رمى الكونو المصرى الرخيص إن الحلال .
وطبعا ما فتحتش بو قى بحررررف.
و قررت العودة و لفيت فى اتجاه الكاشير ..قام مهند شاور لى على مكاينة معلقة فى الحيطة أول مرة آخد بالى منها و قالى : يلا نضرب اللى اشتريناه هنا .
قلت له : لأ انا ح اضربه ع الباب عند الكاشير ..
ده طبعا علشان افهم الطفل اللى المفروض إنه "مشرد" انى عارفة الماكينة دى بتعمل إيه وإلا سمعتى ح تكون سيئة جدااا فى اوساط المشردين .
وبعد ما كنت سبتهم يختاروا و حررت قغاهم من قبضتى علشان اساعدهم فى الاختيار لاقيت رفص (المعيز) رجع لهم تانى و قررت أحكام قبضتى على فقا مهند وإبراهيم مرة أخرى.
رجع إبراهيم فى كلامه و قرر انه ياخد علبة لبن بالفراولة مش بالشيكولاته زى مهند ، لانه من الواضح إنه صاحب ذوق مميز و شخصية مستقلة من البداية .
و فى طريقى للكاشيرقلت لهم : طبعا ما فيش مدارس خالص
بصوا لى الاتنين و ماردوش .
وصلنا الكاشير و كان فيه ست بتحاسب و كل مشترياتها مرصوصة ، و بمنتهى الجراءة حط مهند الابس كريم واللبن فوق مشتريات الست و قال : يالا حاسب على دول .
قلت له: نزلهم و استنى لما طنط تحاسب ..و نزلهم .
الست قالت بمنتهى اللطف : خليه يحاسب .
قلت: لا لازم يحترم النظام و يقف فى الدور
حاجات الست كانت كتير و إبراهيم الصغير زهق و بدأ يحط الأيس كريم و علبة اللبن على مشتريات الست ..الشاب الكاشير قال : نزلهم يا إبراهيم
ساعتها فهمت إنهم زباين و إن المشهد ده متكرر بدليل معرفة مكان و أسعار البضايع اللى تهمهم بدفقة و معرفة الكاشير بأسمائهم ..و فرحت .
ولكن أحكمت قبضتى على قفا الولدين لانى حسيت انهم مش أمان ..و حاسبت بالفيزا لاننا فى آخر الشهر و القبض لسه مانزلش ..و طلع فعلا الأيس كريم غالى ..بس بالهنا والشفا .
و خرجت لاقيت ابوهم يحوم حول المكان و شكرنى و قلت له مش حرام عليك العيال دى ماترحش مدارس ؟
قال : مش لما يلاقوا سكن الاول احنا عايشين فى الشارع فى البرد .
نظرت للأب نظرة متفحصة و لاقيت إنه لابس سويتر كحلى برضه زى الولدين و حالق شعره و حالق دقنهو شعره بشكل مهذب و غير عشوائى و شكله انضف من ولادنا "لامؤاخذه" و قلت: فين أمهم
قال : ماتت ..هم كانوا عايشين معاهاو واخده بالها منهم ، و بعد ما ماتت عاشوا معايا فى الشارع .
من وقت قليل مهند قالى إنها نايمة فى الشارع و شاور لى عليها ..لحقت ماتت؟ 🤔
ما ناقشتش و طبعا كلنا فاهمين إن المناقشة فى الأحوال اللى زى دى غير مجدية و سألته قبل ما أمشى : أنت أسمك إيه ؟
قال : كريم
انتو فى المكان ده على طول يا كريم
قال: ايوة
وقررت الانصراف و اصر كريم على انه يعدينى الشارع و انا كل شوية اشده من السويتر الكحلى لانه تقريبا كان بيرمى نفسه قدام العربيات ..مش علشانى طبعا لكن علشان هو كده .
ودعته و رحت ابحث عن القهوة اللى دخلت سعودى اساسا علشانها ..اشترتها و رجعت ..
لاقيت مهند و أبراهيم و كريم واقفين جنب عربية حلوة و كريم بيوقف الشارع للعربية علشان تطلع و ألولدين بياكلوا الأيس كريم و بيقولو للى سايق العربية "هات جنيه"
و فكرت بينى و بين نفسى يا ترى الراجل عارف تمن الأيس كريم ؟ و يا ترى ح يديهم الجنيه؟ و قلت : حلو بدأوا بالأيس كربم علشان يشربوا اللبن قبل ما يناموا 😂
المشهد كله كان كوميدى و نسانى حاجات كتير تعبانى ..الحمد لله انى اتأكدت إن الأسرة المسلية كلها موجودة فى المكان ده على طول بما فيهم الأم اللى بتموت و تصحى و أنى ممكن اقضى معاهم ال(ويك إند)
وفكرت كمان إن الولدين الأذكيا واللى دمهم خفيف دول مكن حد يشدهم من قفاهم و يخليهم يروحوا مدرسة لانى مش مصدقة إنهم بلا مأوى ...لكنى مصدقةإن كريم والد مهند و إبراهيم مش خاطفهم ولا مأجرهم ..لأنه فعلا حنين عليهم وابيلاقوا معاملة طيبة منه و أمهم اللى مش مقررة ح تعيش او تموت ومن سكان المنطقة اللى أثق تماما إنهم طيبن و أثر كرمهم واضح على الأسرة كلها.
ولاقيت نفسى باغنى ..
مصر جميلة ..مصر جميلة ..خليك فاكر مصر جميلة